السبت، 18 أغسطس 2012

هادي وصالح يتبادلان رسائل التهديد

هادي وصالح يتبادلان رسائل التهديد
السبت 18 أغسطس 2012 12:59



الرئيس هادي
 سما - الأهالي نت- عبدالملك شمسان

يخوض علي صالح صراعا سياسيا من أجل البقاء في اليمن لإكمال مشروع ثورته المضادة للثورة الشعبية المستمرة، ولإفشال عملية النقل السلمي للسلطة.



وفي حين كان يتكئ في صراعه مع القوى الثورية على شخصنة الثورة واختزالها -العام الماضي- باللواء علي محسن وبيت الأحمر، واختزالها -من بعد الانتخابات الرئاسية- بالمشترك وفي مقدمته الإصلاح، وأنه بنى -على هذا الأساس- استراتيجيته السياسية والإعلامية، فإنه يبدو عاجزا عن وضع استراتيجية إعلامية واضحة وصريحة المخرجات تجاه خصمه الأجد والألد عبدربه منصور هادي، مكتفيا -في ذلك- بما ينفذه ميدانيا من إرباك للأوضاع، وأبرزها الأوضاع الأمنية.



والانحسار الذي شهده النشاط الثوري خلال الأشهر الماضية منذ نجاح الانتخابات الرئاسية، ثم انقطاع القرارات الرئاسية منذ قرار إقالة محمد صالح الأحمر من قيادة الجوية وطارق صالح من الحرس الخاص وتغيير قائد اللواء الثالث حرس جمهوري، كان بمثابة عامل تشجيع وإغراء أمام صالح لتصعيد نشاطه ورفع وتيرة أدائه الذي يستهدف به الطرفين (الثورة، وهادي).



وتزداد وتيرة نشاط صالح المضاد لهذين الطرفين، وتزداد -بالمقابل- ضغوطاتهما عليه مسنودة من دول الجوار والقوى العالمية، أو كأن العكس هو ما يحدث: تزداد الضغوطات عليه للتسليم ومغادرة البلاد، فتزداد -بالمقابل- حدة ردود فعله.



وكان جمال بن عمر قد أفصح قبل أكثر من شهر عن ترتيبات لمغادرة صالح إلى الولايات المتحدة الأمريكية تحت لافتة تلقي العلاج، وذلك بالتزامن مع مؤشرات صراع بين هادي وصالح هدفها إخراج الأخير من رئاسة الحزب، وإعادة ترتيب أوضاع المؤتمر فيما بعد صالح.



وخرجت التسريبات بعد زيارة الرئيس الأسبوع الماضي لدولة قطر مفيدة أن قطر أبدت استعدادها لاستقبال صالح والتكفل بمصاريف إقامته، وبحسب وسائل الإعلام فإن هذا الموقف القطري جاء بناء على مباحثات الرئيس هادي مع أمير قطر.



ويعتقد صالح أن خروجه يعني توقف حلمه بإفشال الثورة ومخرجاتها، فاندفع مستميتا من أجل البقاء، مستعيدا -في سبيل هذا- استراتيجيته القديمة في مواجهة الثورة بتصعيد خلافاته التي اختزلها مع علي محسن وحميد الأحمر وإخوانه.



وفي هذا السياق، تصاعدت الرسائل الإعلامية التي كانت قد تلاشت في الأشهر الماضية وحل محلها الهجوم على الإصلاح، ليتدفق سيل من التقارير والأعمال الصحفية والإعلامية المركزة على العناوين المثيرة التي تلخص هذه الاستراتيجية، وذلك من قبيل هذه العناوين: «ترتيبات سياسية لنقل الخائن على محسن للإقامة الجبرية في قطر»، و»اتهام الأحمر وشركة إيرانية بالتورط في جرائم قطع التيار الكهربائي»، و»الجندي: بيان علي محسن استفزازي والقرارات العسكرية تُنفذ ولا تناقش»، و»اتفاق سري بين صالح ومحسن»، و»مساهمون في جمعية زراعية يطالبون الرئيس إنصافهم من علي محسن».



وتضمن أحد هذه العناوين فقرة جاء فيها: «وأدرجت الأمم المتحدة الشهر الماضي اسم اللواء محسن ضمن قائمة العار الدولية (القائمة السوداء) السنوية للمتورطين بانتهاكات الأطفال ولمن يقومون بقتل وتشويه واستغلال الأطفال جنسيا والاعتداء على المدارس والمستشفيات والجامعات». وأجرت قناة «اليمن اليوم» حوارا مع سلطان البركاني انصب في ذات المضامين، وتناولت صحف ومواقع العائلة حواره في متابعات إخبارية معنونة بمثل: «البركاني: نقدر علي محسن لخدماته ونلعنه لخياناته»، وقال أحد المواقع ضمن خبر من هذا الحوار: «واتهم البركاني من وصفها بالمنابر الإعلامية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح وقائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء علي محسن الأحمر، بالوقوف وراء الترويج للشائعات المتصاعدة حول وجود خلافات بين الرئيس السابق والرئيس المنتخب».



وتفننت الصحف والمواقع التابعة والموالية لعائلة صالح في تناول مضامين هذه الحملة في قوالب مختلفة وتحت عناوين متعددة.



وفيما توالت المواقف الدولية مؤيدة لقرارات الرئيس هادي الأخيرة وغير ملتفتة إلى عويل صالح، فقد كان لافتا  تصريح برينان حين قال: ندعو علي صالح وعلي محسن وحميد الأحمر وأحمد علي بالالتزام بروح المبادرة..».



ويتفق هذا التصريح الأمريكي الرفيع المستوى مع الموقف الأمريكي العام بشأن دعم عملية التغيير في اليمن وفق المبادرة الخليجية الأممية، ولا يختلف -في مضمونه- عن التصريحات والمواقف المعلنة سابقا بهذا الشأن، إلا أن الجديد  فيه هو التطرق صراحة إلى اسم علي محسن وحميد الأحمر. وهو ما يبرر فهماً لهذا التصريح باعتباره ماء باردا قام برينان بنضحه على وجه صالح الغاضب بهدف تهدئة وتسكين غضبه الذي يخشى الأمريكان أن يمتد في اتجاهات لا حاجة بهم إلى مواجهتها، نظرا لأن مواجهتها قد تأتي على حساب السياسة الأمريكية المرسومة في عملية التغيير وتسبب لها إرباكا.



أهداف صالح الحزبية: التجديد أو التمديد



ينتظر من المؤتمر العام القادم لحزب المؤتمر الشعبي أن يحسم هذا الصراع من خلال إزاحة صالح من رئاسة الحزب.

ويتجه كل من هادي وصالح نحو المؤتمر العام للحزب بخطى غير واثقة، ففيما لا يعول صالح إلا على ما تبقى له من العلاقة بقيادات ورموز الحزب والدولة الموالين له وعلى ما عنده من مال يتناقص ولا يزداد، فإن هادي لا يعول -وإن كان حاله أفضل- على أكثر مما استطاع سحبه حديثا من ولاء هؤلاء الأشخاص وما عنده من مصالح تزداد ولا تتناقص.



والأحداث والأنشطة التي ينفذها صالح وتظهر تضاعف قوته، هي -في الحقيقة- مؤشر على تضاعف ضعفه. وبهذه الأعمال التخريبية وأشكال التمرد، لا يزيد صالح على محاولة الظهور أمام هادي بمظهر الأقوى في الحلبة والأقدر على حسم الصراع والفوز بنتيجة هذه الجولة. محاولا -بذلك- دفع هادي إلى التخلي عن توجهه الرامي إلى إبعاده من رئاسة الحزب كما أبعده -بدعم الثورة- من رئاسة الدولة، أو دفع هادي -على الأقل- إلى خيار تأجيل المؤتمر العام، وهو القرار الذي سيكون -في حال حدوثه- بمثابة تمديد لصالح يمنحه مزيدا من الوقت الذي يتمكن خلاله من تحقيق أكبر قدر من أهدافه، هذا إن لم يكن بمثابة إعلان مسبق عن انسحاب هادي من الصراع وفوز صالح، لأن التمديد له في رئاسة الحزب لا يختلف كثيرا -في النتيجة- عن التجديد.



وإلى أن يحين موعد انعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي العام سيظل من المتوقع تصاعد إفرازات هذا الصراع بين هادي وصالح، فيما الثمن ستدفعه البلاد والثورة الشعبية على العموم، والقوى الثورية الممثلة بالأحزاب ورموزها المختلفين، ومن شواهد ذلك أشكال التمرد على قرارات الرئيس الأخيرة، ومحاولة اغتيال وزير الإعلام التي راح ضحيتها مرافقه الشخصي، والتخطيط لاقتحام وزارة الدفاع، والتفجير في مقر الدائرة (11) للإصلاح في منطقة عصر التي كانت -جغرافيا- ضمن الجزؤ الواقع من أمانة العامة تحت سيطرة صالح إبان انقسام العاصمة إلى نصفين خلال العام الماضي، بل لا يزال هذا الانقسام قائما إلى حد كبير رغم إجراءات اللجنة العسكرية لمعالجة الأمر.



مستوى جديد من تهديدات صالح لهادي



لم يكن الرئيس يبدي اهتماما كافيا بالاختلالات والإشكالات الأمنية التي يتعمدها صالح، لأنه كان يراها هامشية وقليلة الأثر على المستوى العام، ولأنه لم يكن يرى أنها تطاله بشكل مباشر، وثالثا لأنه كان يعتقد أنه قادر على احتمالها وحلها مستقبلا، وكان ذلك من الأسباب التي أثارت احتقانا في الشارع اليمني ضده.



واحتدام الصراع -مؤخرا- بينه وبين صالح جعل الأخير يفكر في تجاوز عادته السابقة، ومد يده إلى استهداف الرئيس شخصيا وبشكل مباشر.



وهذا يفسر الهجوم الإعلامي الكثيف من قبل عائلة صالح على وزارة الدفاع تزامنا مع حصار مسلح ينفذه صالح عبر أنصاره في الحرس الجمهوري على هذه الوزارة التي يديرها محمد ناصر أحمد المقرب من هادي والذي يعد رجله الأول في المجال العسكري.



وكأن الأخبار الحديثة عن حزمة قرارات رئاسية جديدة قد تصدر بحق المتمردين على القرارات الأولى، ليست إلا تهديدا لإجبار صالح عن إيقاف تهديداته لوزارة الدفاع ووزيرها، ومفادها أن وزارة الدفاع ليست وزارة  الداخلية.



وأصبح الرئيس هادي يعبر بصراحة غير مسبوقة عن الحذر الذي يأخذ به وينصح به الآخرين حتى لا يقع الجميع ضحية حزام ناسف ويرتاح بعدها صالح - بحسب ما قاله لأعضاء اللجنة الفنية للحوار ونشره في الـ»فيس بوك» الزميل أحمد الشلفي مراسل الجزيرة في صنعاء الثلاثاء الماضي.



وإلى ذلك، تقول معلومات إن منظمي وقفة التأييد لقرارات الرئيس التي جرت عقب صلاة الجمعة في صنعاء قد تلقوا من الرئيس -أثناء سيرهم نحو منزله- طلباً منه بعدم المواصلة، وأن هذا الطلب جاء على خلفية تلقيه معلومات تفيد بوجود عناصر موالية لصالح اندست -بسلاحها- بين الحشود، وتخطط لإيصال رسالة رمزية إلى الرئيس تحمل في طياتها إهانة له، إلا أن منظمي الفعالية أصروا على مواصلة السير وتنفيذ الفعالية، وهو ما حدث بالفعل مع مضاعفة الإجراءات والاحتياطات الأمنية بعد التنسيق مع الرئيس.

http://www.samaa-news.com/news11854.html 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق