الأحد، 20 أبريل 2014

إعلاميون وصحفيون أكدوا لـ«26سبتمبر»: أنه من ضرورات المرحلة المقبلة:تطوير وتصحيح مسار الخطاب الإعلامي

مؤتمر الحوار الوطنى الشامل

سما -صنعاء 
تحدثوا عن الوضع الإعلامي الذي رافق الفترة الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني وما شابه من تحديات كان لها تأثيراتها السلبية على البلد عموماً ومجريات الحوار خصوصاً.. إعلاميون وصحفيون أكدوا ل«26سبتمبر» على ضرورة أن تضطلع وسائل الإعلام الرسمية بتبني خطوات جادة بالانفتاح على الجميع وإشراكهم في تحليل مضامين الحياة السياسية والعامة بغية تقريب وجهات النظر بمهنية وحيادية تامة ودون تعصب لطرف على حساب طرف أو أطراف أخرى وأن ترتقي إلى مستوى مخرجات الحوار وتلعب دوراً محورياً في عملية التسوية السياسية.. 
استطلاع :  أنور العامري<البداية كانت مع الدكتور أحمد عقبات– مستشار رئيس جامعة صنعاء والذي تحدث بقوله:
<< انطلاقا من الواقع السياسي المعاش والزخم الإعلامي الذي يتناول كافة المستجدات وخاصة ما يتعلق بتصورات أسس التحاور وتقاطع الأهداف ووجهات النظر إزاء البنود والأهداف الممكن الاتفاق حولها، ونظرا لما يمثله الإعلام من أهمية كبيرة في توجيه الرأي العام الاجتماعي، تأتي أهمية هذا الموضوع في كشف مهام ووظائف الإعلام الرسمي الممول من خزينة الدولة بالرقي إلى مستوى جوهر أداء الإعلام الرسمي المعبر عن الإرادة والفكرة للإنسان اليمني وتطلعاته بأن يفضي الحوار الوطني إلى ترسيخ الأمن والاستقرار وبناء الدولة المدنية الحديثة المؤسساتية القادرة على نشر قيم العدالة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد.
والإعلام الرسمي عندما ينتهج خط وسطي مع جميع الأطراف السياسية ويعزز الوعي الاجتماعي القائم على أسس وطنية تعبر عن المصلحة العامة ،إنما هو بهذا التوجه يجسد جوهر وجوده الرسمي الذي لا ينحاز إلا إلى قضايا المواطن وتوسيع المشاركة الشعبية في تصحيح مسار الديمقراطية ونشر ثقافة التسامح وفي هذه المرحلة الحساسة التي توافق فيها الجميع حول صيغة أفضل لبناء المجتمع المدني وحل المشكلات العالقة التي تخللت الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالنسيج الاجتماعي المتجانس وتدهور الوضع الاقتصادي والحالة الأمنية، وقبل كل ذلك تكريس كافة البرامج والخطط الإعلامية  نحو السبل الكفيلة لإنجاح الحوار الوطني.
ويجدر التذكير بأن وسائل الإعلام المفتوحة وخاصة الحزبية خلال الفترة الماضية قد اتسمت بتجاوز واضح لأخلاقيات العمل الصحفي على بث الفرقة والاستعداء للآخر واستغلال الأحداث والأزمات والاختلالات الأمنية والمتغيرات السياسية لتحقيق مصالح حزبية مصلحية على حساب استقرار أمن المجتمع وضعف الاقتصاد الوطني وعرقلة واضحة لبنود المبادرة الخليجية ونشر ثقافة التسامح والنظرة الثاقبة ليمن جديد يسوده الإخاء والتفاهم والثقة والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.. ولذلك يفترض أن تتمخض نتائج الحوار الوطني المعلنة على الالتزام بالثوابت الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية وتكاتف الجهود الإعلامية في اتجاه ترميم ما أحدثته الرسائل الإعلامية في الفترات الماضية من انشقاقات فكرية وتباين في المواقف الوطنية وخاصة تلك التي تعمل على تزييف الوعي الاجتماعي من أية جهة كانت والتزام كامل بوضع مصلحة اليمن فوق كل الاعتبارات الحزبية والمصلحية.. وتطبيق كافة بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وغيرها.
وبالتطابق مع القوانين المنظمة والتشريعات الإعلامية، تضطلع بالإعلام مسؤولية المشاركة في النقد البناء وإبداء وجهة النظر بدقة وموضوعية وبما يلفت الانتباه إلى تجاوز السلبيات وتطبيق النظام والقانون وبما يساهم في تثبيت الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية إلى الأمام.
إن الإحساس بمسؤولية الكلمة واستخدامها الايجابي الفاعل وبحسب الحالة اللغوية لقواعد المخاطبة بقدر من الحقائق الثابتة المنحازة إلى جوانب القيم والمثل هي التي تجسد غالباً أخلاقيات العمل الصحفي لضبط الإشاعات وسرد الحقائق والنقد البناء.
وفي هذا السياق ينبغي أن يتوازن أداء الإعلام الرسمي والحزبي بتنافس جدي ينفذ أهم وظائفه في معالجة قضايا المجتمع ويساعد في لفت الانتباه إلى الظواهر السلبية والعوائق التي تقف عقبة أمام تقدمه وتطلعات أبنائه لحيازة رضا الجمهور المتابع وبما يخدم القيمة الفعلية من التعددية الحزبية والإعلامية برمتها.. وفي هذه المرحلة الحساسة لابد من الانتقال من مرحلة المماحكات السياسية وإقحام الإعلام الرسمي في المماحكات الحزبية القائمة وتأجيج التحريض ضد الآخر كما هو في  الحملات الإعلامية المتبادلة بين الأحزاب والقوى السياسية إلى مرحلة الارتقاء إلى مستوى الحدث الوطني وإيقاف كافة البرامج والحملات التي ساهمت في تشويش الرأي العام الاجتماعي بتبني خطاب إعلامي يساعد في تلطيف الأجواء ويساهم في تهيئة الجميع لمشاركة فاعلة لإنجاح الحوار الوطني وتنفيذ الأجندة الموضوعة.. 
إن مرحلة ما بعد الحوار الوطني تقتضي كذلك ضرورة تحمل وسائل الإعلام الرسمية المسموعة والمقروءة والمرئية والإلكترونية مسؤولية كاملة في تطوير وتصحيح مسار الخطاب الإعلامي الذي يساهم في التهيئة لتطبيق مخرجات الحوار الوطني في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة التي لم تعد تحتمل مزيداً من المناكفات السياسية على حساب أمن واستقرار ووحدة الوطن، وهذا يعني ضرورة تحييد الإعلام الرسمي والاتجاه نحو التهدئة الشاملة للتهيئة لتطبيق مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع.
كما ينبغي على وسائل الإعلام الرسمية تبني خطوات جادة بالانفتاح على الجميع وإشراكهم في تحليل مضامين الحياة السياسية والعامة بغية تقريب وجهات النظر بمهنية وحيادية تامة ودون تعصب لطرف على حساب طرف أو أطراف أخرى.
وأخيرا فإن وسائل الإعلام الرسمية يفترض أن ترتقي إلى مستوى مخرجات الحوار وتلعب دوراً محورياً في عملية التسوية السياسية، بتناول كافة الحقائق بموضوعية مجردة وكفاءة مهنية والتركيز على القضايا الخاصة بأجندة مخرجات الحوار الوطني لتعزيز التوعية بأهمية بناء يمن جديد على كافة الأصعدة.

غياب المهنية< الأستاذ عبدالرحمن بجاش– كاتب صحفي ومحلل سياسي ورئيس تحرير صحيفة الثورة الرسمية السابق يقول: 
<< الحديث ذو شجون, ومحرج خاصة حين تكون جزء من الصورة, ولكن سأقول ما قلته مرارا وتكرارا وكتبته, انه ما لم يعاد النظر في مفهوم الإعلام الرسمي بما يتناسب وتطور الرؤية عامة بما يتعلق بمفهوم الإعلام من حيث هو إعلام فسنظل نكرر أنفسنا من خلال قوالب جامدة لا تمت للإعلام والعصر بصله.. إلى اللحظة لم يحدد أحد ماهية هذا الإعلام الذي لا تديره الحكومة- ليس بالضرورة هذه الحكومة- ولا يدير نفسه, بل هو عبارة عن وظيفة تدير نفسها بتكرار ممل ولا تخرج إلى نتيجة, لان لا احد حدد فلسفة ما لإعلام حكومي أو رسمي أو عام, والقضية ليست كتابات لنقول إن إعلاماً حقيقياً تطور ووصل إلى الذروة, إعلام بعيد تماما عن المعلومة ولا يتعامل بها, بقدر ما يفتح أذنيه للشائعة أو إلى مصدر رسمي يكرر نفسه في صيغ إخباريه عقيمة, يريده فإعلامنا الرسمي إعلام وظيفي مناسباتي قصير النفس, لا يظل في قضية ما كالحوار مثلا بجانب الأذن حتى يرسخ ما يريده من الرأي العام حيث أنت بحاجة إلى قوة رأي عام وراء مخرجات الحوار, ولذلك ففئات كثيرة من الناس لا تدري عن مؤتمر الحوار سوى انه مؤتمر يتضارب الناس فيه حول المال!! وأيضاً فالإعلامٍ لا يصل إلى الناس ففي الريف لا يرى الناس الصحف, وان وصلت فالأمية لا تزال على أرقامها, والإذاعات المحلية تنقصها الرؤية وإلاّ كانت هي الوسيلة الأكثر فاعلية للوصول إلى آذان الذين لا يقرؤون وأولئك الذين يفكون الخط, والأميين تماما, إعلامنا الرسمي إلى اللحظة يفتقر إلى الصحفي والإعلامي المحترف, ومن كان مهيأ لذلك اختطفته وسائل الإعلام الخارجية لتعلمه وتستفيد منه, ومن بقي في الوسائل الرسمية (المؤسسات) مجرد موظف يتبع الخدمة المدنية, وهناك شباب يمكن أن يكونوا نواة لعمل إعلامي حقيقي, لكن الشخصنة لا تزال تتحكم حتى في التعيينات التي هي إدارية أكثر منها مهنية, والأمر المهم أنه لا إعلام بدون مال, وانظر إلى القنوات الرسمية كم هي بائسة لأنها تنتظر بفارغ الصبر ميزانية المالية, وإذا أردت فما لم توفر البنية التحتية لأي بناء فلا يمكن أن تبني, وانظر تبعا لذلك وغيره أن الاهتمام ينصب على خبر الرئيس بصياغته التي عفى عليها الزمن وفي بقية صفحات الصحف ومساحات البث انشر وبث ما يتوافر, لان الأمر عموما لا تحكمه رؤية, المؤسسات بحاجه ماسه لإعادة النظر في وظيفتها, وإعادة النظر في وجود وزارة الإعلام من الأساس, ثم حدد ما تريد, هل هو إعلام يعبر عن الحكومة, عن نظام, عن سلطه, عن الناس باعتباره كما يقول البعض إعلاماً عاماً بينما وزارة المالية هي من يصرف عليه, أو هو إعلام رسمي سيظل بائسا , طالما وهو يتبع وزارة الخدمة على صعيد جهازه المهني الذي هو إداري هنا , وينتظر المالية في شريعة آخر كل عام مالي , ثم إن الوظيفي لم يفرز تقاليد مهنية تؤسس لمدرسة أو مدارس لأنه حل محل المهني .. وهذا غيض من فيض .. الوجه الآخر وهو الإعلام الذي لم يعرفه احد هل هو خاص , أم أهلي , والذي أوجدته الأحزاب والنخب ليعبر عنها , ولم يشرع له إلى احد ألان لان لا احد قادر على التشريع وإنفاذه , قنوات ومواقع كل شغلها التسريب والتحريض , وتحولت إلى نفير يدعو الناس فقط إلى التمترس كل حول مصلحة الممول , وانظر فكما هي الصيغة الخبرية متخلفة في الرسمي ففي المواقع وباستثناء صحيفة أو صحيفتين لا توجد صيغ على الإطلاق , أما لو دخلت إلى المواقع الالكترونية فلا اثر للمهنية إلى حد كبير , وإذا أردت فاذهب إلى كشف القيد في النقابة الغائبة كالفريضة الغائبة سترى عدد الصحفيين بالألف , ولا صحافه , ولا احد يسأل : لماذا !!....إذاً كيف نريد من إعلام يكاد يكون غير موجود بمعايير  دوليه ، أما بمعاير محليه فقل انه عظيم ومتواجد وما فيش أحسن منه بدليل انك لو وضعت كل الصحف أمامك والمواقع والقنوات ستجد العنوان اليومي واحدا !!!!.......الأحزاب لعبت دورا سلبيا في هذا الذي نحن بصدده , فقد تحول رؤسائها إلى رؤساء تحرير , فغاب المهني وبرز الحزبي والوظيفي , ولأنها لا تملك المال ولا الكادر فتشحت تمويل جرائدها مقابل الارتهان لهذه الجهة أو تلك , هي لا تمتلك رؤية , والأحزاب التي تملك مالا , وكادر لا باس به من حيث العدد تحولت قنواتها إلى محرض , ومع ذلك هناك بشائر يقتلها شحت التمويل , أنا معجب مثلا وبمعايير محليه بالأولى والشارع مهنيا , واليمن اليوم صحيفة وقناة بدأتا قويتين بغض النظر عن خطهما , لكن التراجع حاضر الآن بسبب الملل والمال ربما !!.. القوى والأحزاب للأسف وظفت أناس يصرخون ويسربون ويسمون تسريباتهم وصراخهم على انه إعلام ......بالمناسبة استبشرت في البداية بقناة يمن شباب , للأسف لم يظهر عليها عنفوان الشباب وتحفزه , تحولت إلى قناة عادية تعبر عن خط حزبي واحد , لم تعد بحجم الشعار !!.. لا أريد أن أقول سقوط مريع للإعلام كما وصفته , أنا أقول كيف يسقط من لا وجود له بالمعنى المهني الحقيقي من الأصل , ما الذي على الحكومة أن تفعله أقول بالبلدي ( ماناش داري) لان لا احد يريد أن يسمع وحتى فريق المؤسسات في مؤتمر الحوار تمنيت عليهم أن يطلبوا من المهنيين الحقيقيين المحيدين أن يسمعوهم عن المطلوب والمفروض , راحوا يتحدثون عن وزارة الإعلام بينما الميدان الحقيقي أو المفترض المؤسسات ولذلك فالمخرجات بهذا الشأن قد تصدمك لأنهم سمعوا من الإداريين ولم يشركوه في قوام المؤتمر صحفيين أو إعلاميين لا أتحدث عن صحفيين وإعلاميين تواجدوا بحكم تواجدهم بعيدة عن ممارسة المهنة !! فقط علي أن أشير إلى د. محمد احمد جرهوم فلتسأله أي حكومة ماذا عليها أن تفعله ..

ضحية التوجهات< الأستاذ محمد شبيطة – عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين قال :
<< الإعلام لم يكن مساعداً لتجاوز الأزمات المتواصلة التي تنخر في الجسد اليمني بل انه وللأسف الشديد كان في معظم الأحيان يزيد من وتيرة وحدة الخلافات بين فرقاء الحياة السياسية -اعتقد أن القوى المتصارعة لا تعي مألآت ونتائج سياساتها الإعلامية على مستقبل العملية السياسية في اليمن حيث أن محدداتها الإعلامية ترتكز على المصلحة الذاتية حتى وان تناقضت مع المصلحة الوطنية .. الوسائل الإعلامية بمختلف توجهاتها هي ضحية التوجهات والتوجيهات الحزبية والتي تعمل على توتير الأجواء وتصعيد الصراع بدلاً من التهدئة وزرع عوامل الثقة بين القوى المختلفة وما يثير القلق لجوء بعض الوسائل الإعلامية إلى استخدام الإشاعات وتكريسها كأنها وقائع وأحداث من خلال الفبركات الإخبارية وما يؤسف له حقاً أن مختلف الأطراف متورطة في هذه الفبركات التي لن تخرج اليمن من محنتها الحالية وإنما تزيد من تراكم المشاكل والمعوقات وتمديد الأزمة حيث أن هناك من يتهيأ له أن من مصلحته أن تصل الأمور إلى هذا المستوى ولكن سيأتي اليوم الذي يكتشف فيه الجميع خطأ هذه السياسات البعيدة عن الموضوعية والمصداقية ولابد أن تتعرى لتكتشف أنها ستخسر ثقة المواطن اليمني -أما بالنسبة للحكومة يبدو أنها عاجزة عن الفعل وليس لها القدرة.

مسيساً بامتياز< محمد الخامري – رئيس تحرير صحيفة إيلاف يقول :
<< أولاً يجب أن نعلم أنّ الإعلام في اليمن أصبح مُسيّساً وبامتياز، وأصبح يتبع مراكز قوى ونفوذ سياسية واجتماعية متعددة، ولك أن ترى وسائل الإعلام خصوصا القنوات الفضائية التي انطلقت مؤخراً ستجد أنها جميعها بلا استثناء تتبع مشايخ لديهم أجندات سياسية يريدون تمريرها أو الترويج لها بغض النظر عن كونها لصالح البلد أو ضده، لأنها من وجهة نظرهم رسالة لابد من الترويج لها دون الالتفات إلى الظروف التي تحيط بالبلاد، وبالتالي فلا نستطيع أن نحكم حكماً واحداً على وسائل الإعلام فهناك من عمل لرأب الصدع وفق إستراتيجية وطنية خالصة، وهناك من حاول؛ والى اليوم الأخير من الحوار الاصطياد في الماء العكر..
للأسف الشديد الإعلام الرسمي أصبح يغرد خارج السرب لعدة أسباب، أهمها الدخلاء على المهنة بقرارات جمهورية ووزارية وفرض بعض الشخصيات الهامشية والحزبية على وزارة الإعلام سواءً في قيادة الوزارة أو ضمن كوادرها الوسطية أو في المؤسسات التابعة لها بلا استثناء، وبالتالي فلا يمكن أن يقوم الإعلام بدوره المطلوب منه إلا إذا أعطي الخبز لخبازه ولو أكل نصفه، لأن الإعلام فن وليس سياسة، مهنة وليس إدارة، رسالة وليس تجارة..!!
ينبغي على الحكومة إقامة شراكات فاعلة تفضي إلى مصالح متبادلة مع وسائل الإعلام لأن العالم كله قائم على المصالح وكما تقول القاعدة السياسية «لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما المصالح هي التي تحكم العالم والإعلام جزء من هذا العالم ولابد أن يرتبط بمصالح وشراكات وطنية لمصلحة البلاد تكفيه وتعوضه عن أي مصالح أخرى أو تبني أجندات تخريبية لصالح جهات أو شخصيات إقليمية أو محلية أو دولية..

لم يكن عاملا مساعدا<أسيا ناصر كاتبة صحفية ورئيسة تحرير شبكة “سما” الإخبارية توضح بقولها :
<< لم يكن الإعلام خلال الفترة الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني عاملا مساعدا إلى حد ما ..بل أطلت الفتنة برأسها وتناسلت الأخبار الكاذبة وتضاربت المعلومات  وكثرت المصادر المطلعة والخاصة التي دائما تأبى أن تكشف عن هويتها , ساعد ذلك حالة الانفلات الأمني والحرب الدائرة بين سلفيي دماج والحوثيين  والقضية الجنوبية على تصعيد وسائل الإعلام التي رأت في تلك القضايا مواد خصبة ,أن الفوضى الإعلامية  حاولت جاهدة حرف مسار مؤتمر الحوار واستقطابه إلى دائرة الصراع لكن القائمين على هذا المولود  أصروا على إتمام عملية الولادة حتى ولو بالوسائل التقنية الطبية .. 
أما الإعلام  الرسمي فلقد كان مشغولاً  بكيفية إخماد هذا الضجيج ,بل أن وزير الإعلام وصف ذات مرة الإعلام في اليمن بالفوضى الإعلامية ولكنه لم يحرك ساكنا صوب توضيب هذه الفوضى وترويضها, كلنا نعلم  أن بعض الوسائل الرسمية  لا تخضع للرئاسة اليمنية بل تخضع للنظام السابق ولهذا ترى الإعلام الرسمي مضطرب ومتناقض  وغير متكافئ وغير حاسم  ودوره خافت ولم يرق إلى مستوى طموحات وتطلعات المجتمع كما ذكرت.. 
إن الإعلام  شديد التركيز على المتلقي،و يحيط به من مختلف الأوجه، ويصاحبه طول نهاره وليله كذلك، أي خلال الأربع والعشرين ساعة دون انقطاع لذا يتشوش عقل الفرد من تضارب المعلومات والأخبار التي ترده ولكن كما قلنا يتجه المتلقي غالبا صوب الوسيلة التي يرى أنها على صواب أو تدغدغ مشاعره وتطلعاته.
من الصعوبة التنبؤ بما يجب على الحكومة عمله  كون القضايا حتى بعد نجاح الحوار ستظل عالقة  إلى أن  يقف الجميع على أرضية مستوية لا أرضية رخوة فمازال الفساد يعج بروائحه الكريهة ومازال القتلة يمرحون ويسرحون وكل يوم نتفاجأ بسماع أخبار حزينة رغم أن الرئيس هادي وجه رسالة قوية أتمنى أن تكون لها صداها وان يتعاون الجميع ويقف إلى جانب الرئيس للوصول بالبلاد إلى بر الأمان من ثم نستطيع القول إن الإعلام السلبي سيغادر لوحده دون خطة عمل...والى ذلك الوقت على الحكومة إن تفعل  دفع غرامة مالية باهظة لمن يسرب معلومة مغلوطة أو كاذبة على كل مستوى وسائل الإعلام وصولا بالمواقع الاجتماعية هذا من شأنه سيقلل من تداول الأخبار الكاذبة وسيفعل دور الرقابة الذاتية تلقائيا,

همزة الوصل< هاني أحمد علي - سكرتير تحرير صحيفة “الأولى” اليومية تحدث بقوله:
<< طوى مؤتمر الحوار الوطني الشامل آخر صفحاته بعد مخاض عسير من الاجتماعات واللقاءات المستمرة والمضنية على مدار تسعة أشهر تحولت خلاله كل أنظار أبناء هذا الوطن طيلة الفترة الماضية إلى متابعة مجريات الحوار الوطني وأعمال الفرق (9) المنبثقة عنها التي اجتمع فيها كل أعضاء الحوار البالغ عددهم ما يقارب (565) عضواً من عموم محافظات الجمهورية ومن مختلف الأطياف والمشارب السياسية وكآفة المكونات ومنظمات المجتمع اليمني، اجتمعوا جميعاً على كلمة سواء ، تاركين خلفهم الانتماءات الحزبية الضيقة، والمصالح الشخصية الأنانية، والالتفاف حول أهم مشروع وهو مشروع “اليمن الحديث”.
ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق صفارة البداية إيذاناً بتدشين مؤتمر الحوار في ال18 من مارس 2013، كانت وسائل الإعلام الدولية والمحلية المرئية والمسموعة والمقروءة، شريكاً فاعلاً ورئيسياً في إنجاح هذا المؤتمر الذي يعد الحدث الأبرز في تاريخ اليمنيين على مدى عقود.
شكل الإعلام همزة الوصل بين المتحاورين في موفمبيك وبين الشعب الذي كان يتطلع إلى ما ستفرز عنه تلك الاجتماعات وما سيخرج عنه المؤتمر من قرارات تاريخيه ومصيرية تصب في مصلحة الوطن والمواطنين الذين يحلمون بالتغيير إلى الأفضل والعيشة الكريمة في كنف دولة مدنية حديثة يسودها العدل والمساواة ويكون القانون فيها هو سيد الموقف.
احتلت وسائل الإعلام المختلفة أهمية كبيرة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني ونقل مجرياته لحظة بلحظة ويوما بيوم، وكان الإعلام خلال هذه المرحلة الحرجة في تاريخ اليمن أشبه ب”هدهد” سليمان, وكان مرآة يعكس ما يدور داخل دهاليز قاعات وصالات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انتهى بسلام وأفضى إلى العديد من القرارات والقوانين أهمها الانتقال إلى النظام الاتحادي تحت مظلة الوحدة اليمنية.
وجود الإعلام خلال مؤتمر الحوار الوطني لم يقل شأناً عن وجود الأعضاء المشاركين فيه، وكان له الفضل بعد الله في وصول هذا المؤتمر إلى بر الأمان، وكان له الدور الكبير في تقارب وجهات النظر بين المتحاورين وتقربهم من بعضهم البعض، وكان الاعلاميون المشاركون في مؤتمر الحوار جنوداً مجهولين وبذلوا جهوداً كبيره وحقيقية في إيصال كل ما يهم المواطن من هذا المؤتمر .. وكانوا شركاء حقيقيين بكل ما تعنيه الكلمة .. تحية لكل من شارك بكاميراته ومن شارك بمسجلته من شارك بقلمه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

دور ملحوظ< ياسين التميمي – كاتب صحفي يقول :
<< في البدء أتوجه بخالص التهنئة للشعب اليمني الكريم بنجاح مؤتمر الحوار الوطني، وأهنئ بشكل خاص رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي، الذي قاد البلاد بحنكة قيادية استثنائية، في ظرف صعب وحساس وخطير للغاية، فكان قائداً وربان سفينة ماهر وقوي وصامد..
هناك وسائل إعلامية التزمت المصداقية والمهنية، وهي قليلة بالتأكيد، لكن كان أكثر كفاءة وأعني بذلك بعض وسائل الإعلام الحزبية والمستقلة، أو بالأصح الأقل تأثراً بالممول الخفي، من صحف ومواقع إلكترونية وقنوات فضائية، أذكر على سبيل المثال قناة السعيدة، وقناة سهيل، وكان لهذه المواقع أثرها في إحداث نوع من التوازن في الخطاب الإعلامي الذي تأثر كثيرا بالتشويش المتعمد التي مارسته بعض المنابر.. هناك أيضاً الإعلام العابر للحدود ومثلته فضائيات مثل الجزيرة وغيرها من الفضائيات العربية، تميز بالمهنية وبالتناول الموضوعي، ونظراً لأن الجمهور اليمني يتعرض كثيراً لهذا النوع الأخير من الأعلام فقد كان له أثره الكبير في إجلاء الصورة ، وتعزيز الثقة بمجريات الحوار الوطني وبمسيرة التسوية السياسية إلى حد ما..
للإنصاف الإعلام الرسمي، كان دوره ملحوظاً ووازناً ، ورغم قصور إمكانياته إلا أنه أدى مهمته بنجاح، الأمر يتعلق بالفضائيات اليمنية جميعها، وبالصحف الرسمية، وفي المقدمة منها صحيفة 26 سبتمبر، والثورة والجمهورية و14 أكتوبر وغيرها، وأذكر بكل إعجاب دور إذاعة صنعاء البرنامج العام، والبرنامج الثاني( إذاعة عدن) وبقية الإذاعات المحلية.. الإعلام الرسمي أدى دوره مشكوراً ..

يخدم أطراف< أمين دبوان – إعلامي من قناة يمن شباب قال :
<< الإعلام الخاص عادةً يخدم الطرف الذي يدعمه فهناك قنوات تتبع قوى كانت تحاول أن تمدد مدة الحوار وأخرى تريد عرقلته وقوى استغلته لأغراض شخصية وحزبية وكان الإعلام مواكباً ذلك سلباً وإيجاباً.
الإعلام الحكومي كما تعودنا عليه يعاني الرتابة و التقليدية المملة للأسف الشديد وظهر ذلك جلياً بالتزامن مع تغطية جلسات الحوار.

دور سلبي< عبد الباسط النوعة – صحفي من صحيفة الثورة يقول:
<< المراقب للإعلام خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني يجد أن الإعلام كان دوره سلبياً وكان يتجه نوعاً ما في الاتجاه المعاكس لأهداف وتطلعات مؤتمر الحوار ، لاسيما تلك الوسائل الإعلامية المحسوبة على أحزاب ومراكز قوى في البلد والتي لديها مشاريع وأجندة تسعى للترويج لها عبر وسائلها الإعلامية هذه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق