حوارات


















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السبت 24 أغسطس 2013 05:13



صورة الرئيس الصالح
سما -صنعاء 
 حاوراه -/ محمد أنعم – محمد العميسي
بداية نرحب بالزعيم علي عبدالله صالح - رئيس المؤتمر الشعبي العام في هذا اللقاء الخاص الذي تجريه صحيفة »الميثاق« الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام وقناة »اليمن اليوم«..
< سيادة الرئيس أهلاً وسهلاً بكم..
- اهلا بكم..
< سيادة الرئيس.. نريد أن نطمئن على صحتكم قبل ان نبدأ هذا الحوار؟
- حالتي الصحية الحمد الله.. كويسه، أحسن مما مضى والوضع الصحي مستقر خاصة بعد ما أجريت العملية الأخيرة في الرياض لإزالة بعض المسامير من العظام وازالة عدة شظايا.. الان اصبح الوضع الصحي مطمئن الى حد كبير..
< سيادة الرئيس.. هل مازلتم تواجهون ضغوطات بشأن اعتزالكم العمل السياسي .. ولماذا يصر البعض على ذلك؟
- ليس من حق أحد أن يبقيني في إطار العمل السياسي أو يقصيني من العمل السياسي.. هذا الحق هو للمؤتمر الشعبي العام.. فاذا عقد المؤتمر العام الثامن فاراد التغيير فمن حق المؤتمريين ان يرشحوا من يريدون وينتخبوا من يريدون.. أما أنا فاسمع اشاعات كما تسمعون وهي اشاعات تثيرها أحزاب اللقاء المشترك لأنهم يعتبرون وجود علي عبدالله صالح غير مطمئن لهم رغم وجودهم في السلطة شركاء، لكنهم غير واثقين لأن لديهم حسابات.. وبالعكس وجود علي عبدالله صالح أمان لهم ولغيرهم .. أمان للجميع ..
علي عبدالله صالح، تخلى عن رئاسة الدولة طواعية وسلم السلطة والمال والجيش طواعية بعد مواجهة استمرت سنة في حي الجامعة وفي بعض المعسكرات التي استهدفوها مثل الصمع والفريجة وبيت دهرة والعر في يافع وفي عدة مناطق أخرى لكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا شيئاً.. وحرصاً منا على الدم اليمني قمنا بصياغة المبادرة الخليجية وحملها سياسيون من المؤتمر الشعبي العام إلى الاخوة في الخليج لكي يتبنون هذا الأمر ونخرج من التوتر واراقة الدماء، لأنه لم يستطع أحد أن يسقط علي عبدالله صالح لا كبيرهم ولا صغيرهم.. فقد كنت معتمداً على الشعب في المقام الأول وثانياً على الجيش الذي كان كله معنا باستثناء مؤخرة ما يسمى بالفرقة الأولى مدرع التي أحتضنت الميليشيات حق جامعة الايمان وميليشيات الاصلاح وكونوا منها ما اعتبروه أنه قوة عسكرية، ولكنها لم تكن تشكل أي رقم بجانب الحرس الجمهوري والأمن المركزي وقوات الشرطة العسكرية وقوات النجدة، فلم يستطع أحد أن يعمل أمامهم شيئاً.. ولو أردنا حسمها عسكرياً لكنا حسمناها في دقائق.. لكننا كنا حريصين على سلامة الدماء.. وأن لانتقاتل على كراسي السلطة..
ولهذا قمنا بصياغة المبادرة مع عدد من السياسيين المؤتمريين والذين ذهبوا الى دول الخليج وجاء الإخوة من مجلس التعاون الخليجي عدا قطر.. جاءوا بالمبادرة ورحبنا بها.. وكان من المفترض بعد مجيئهم أن يتم التوقيع عليها من قبل الجميع في تجمع سياسي واعلامي، ولكن الاخوان في اللقاء المشترك وقعوا عليها في غرف مغلقة.. وأنا أصريت ودعوتهم إلى دار الرئاسة أو القصر الجمهوري لنوقع على المبادرة علنياً ونخلص.. لكنهم ارتكبوا حماقة واصروا على رأيهم أنهم لن يوقعوا.. ونحن تحفظنا إذا لم يكن التوقيع علنياً وفي مقر من مقرات الدولة كالقصر الجمهوري أو رئاسة الدولة..
وبعد ذلك وقعت الجريمة الإرهابية في مسجد دار الرئاسة والتي سقط فيها عدد من الشهداء وفي مقدمتهم الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى وحوالي 13 شخصاً من الضباط والشخصيات الوطنية، وكذلك سقط عدد من الجرحى مثل يحيى الراعي رئيس مجلس النواب وعلي محمد مجور رئيس الحكومة ورشاد العليمي وصادق أمين أبوراس وعبده علي بورجي وياسر العواضي والشيخ علي المطري والشيخ نعمان دويد وغيرهم ممن لم تسعفن الذاكرة بأسمائهم..
هذا حادث ارهابي إجرامي، فشعار الاخوان المسلمين هو الدم ليس في اليمن فقط وإنما في كل بقاع العالم.. ولهذا فما يسمى بجمعة الكرامة لدينا أدلة ووثائق تؤكد أنهم هم الذين ارتكبوا الجريمة وأرادوا أن يلصقوها بالنظام وكانوا يقتلونهم من الخلف وهم معروفون ومصورون.. والذي حدث في جمعة الكرامة هو مثل ما حدث مؤخراً في مصر .. نفس السيناريو الذي حدث في اليمن حدث في مصر، ولهذا كنا نشاهد عبر التلفزيون وهم يقتلون الناس من الخلف بالمسدسات .. هذا هو سيناريو الاخوان المسلمين وشعارهم هو الدم، وأنهم لايستطيعون الوصول الى السلطة إلا بالدماء.. نحن فوتنا مخططهم واكتفينا بما حصل من أحداث في المعسكرات وفي دار الرئاسة ووقعت أنا شخصياً على المبادرة في الرياض بحضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز والدول الراعية للمبادرة.. وبدأت الأمور تتحلحل..
نأمل أن تنفذ المبادرة وآليتها التنفيذية كما هي منظومة متكاملة دون انتقاص وبدون السعي للعب على هذه المبادرة من بعض الناس "الهورين" على السلطة.. الذين يتلاعبون بالمبادرة لإبقاء وضعهم الحالي.. المبادرة مزمنة بأيام محدودة وسنوات محددة وسيدخل الشعب اليمني في انتخابات برلمانية ورئاسية وليختار قيادة جديدة وبرلماناً جديداً، والمؤمول هو أن تنفذ المبادرة كما هي وتتحمل مسئولية تنفيذها الدول الراعية التي تتابع هذا الامر.. وأن الحكومة الائتلافية حكومة باسندوة- وبقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ان يلتزموا نصاً وروحاً بذلك.
< سيادة الرئيس.. ونحن نحتفل بالذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام .. هل انتم مطمئنون على المؤتمر بأن يكون الضامن لسير العملية السياسية في اليمن بعد محاولات للنيل منه في عام 2011م؟
- المؤتمر الشعبي العام حزب عريق وساهمت كل القوى السياسية في صياغة الميثاق الوطني وتم الاستفتاء عليه قبل الوحدة.. وبعد الوحدة عقدنا المؤتمر التكميلي للمحافظات الجنوبية وأطلعوا على صيغة الميثاق الوطني وصار المؤتمر الشعبي منتشراً في جميع انحاء اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه.. هذا هو المؤتمر نابع من الشعب ليس مؤدلجاً مثل بقية الاحزاب المؤدلجة كحركة الاخوان المسلمين.. أما المؤتمر فهو حزب شعبي ، انزلنا الميثاق الوطني الى الشعب واستفتى عليه وأسسنا المؤتمر الشعبي العام عام 1982م بمشاركة كل القوى السياسية من بعثيين واخوان مسلمين وناصريين وكل القوى السياسية، واستمر المؤتمر الشعبي العام يناضل حتى حقق اهدافه وابرزها وأعظمها هدفه الاساسي والرئيسي المتمثل بإعادة تحقيق وحدة الوطن..
وهناك منجزات كثيرة للمؤتمر تتحدث عن نفسها في مختلف المجالات ومنها.. في مجالات التعليم العام والتعليم الجامعي والمعاهد الفنية وشبكات الطرق واستخراج النفط والاتصالات واعادة بناء سد مأرب، وغيرها من المنجزات التي تتحدث عن نفسها في الواقع.. ولايمكن لأحد أن يمحوها من ذاكرة المواطن اليمني سواءً في أبين أو حضرموت أو عدن أو لحج أو تعز أو إب أو أي محافظة من محافظات الجمهورية..
فالطريق الذي تمشي عليه شاهد عيان , والمدارس التي تدرس فيها والمستشفيات قائمة تتعالج فيها.. هذه منجزات من الذي حققها..؟ فالكذب وتزييف الحقائق لا يمكن أن يكتب لها النجاح .. ولايستطيع أحد أن يمحو من ذاكرتك أنك تسير في طريق مسفلت، أو يمحو من ذاكرتك أنك دخلت التعليم الاساسي والثانوي والجامعي.. هذه المنجزات وغيرها وجدت خلال 33 عاماً .. لكن يظل أهم وابرز هذه المنجزات هو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية..
الآن الذين يلفون ويدورون على الوحدة.. نقول لهم: الوحدة تم الاستفتاء الشعبي عليها.. وما يحدث من زوابع وحراك هو من اثار ومخلفات الماضي.
واحد يريد استعادة الدولة الجنوبية.. أنت الآن تحكم الشمال والجنوب.. فكيف تعيد الدولة الجنوبية، وأنت حاكم في صنعاء وتحكم الشمال والجنوب وأنت جنوبي.. مافيش عندنا مشكلة .. أنت يمني .. هذه كلها زوابع واستهلاك وتشويه صورة اليمن ولا ينبغي على القوى السياسية ان تشوه صورة البلاد وتمحو من ذاكرة اليمنيين ودول الجوار والدول الصديقة ما تحقق في اليمن..
< سيادة الرئيس .. هل ما يجرى الآن في مؤتمر الحوار الوطني هو حالة صحية وديمقراطية.. أم بداية نزاع للصراع على السلطة ؟
- توجهنا في المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه مبنى على الحوار مع كل القوى السياسية.. نحن نتمنى لمؤتمر الحوار الوطني النجاح، ولكننا نسمع زوابع حول انني اعرقل الحوار.. أنتم تعرقلون مؤتمر الحوار..!! تعرقلون مؤتمر الحوار ليش..؟! التطويل من أجل أيش؟!.. من أجل التمديد..؟ هذا الكلام غير مقبول..
الآن فيه قيادة جديدة.. وتشتي قيادة نشطة يرضى عنها الشعب..
< يتحدثون عن وجود قضايا شائكة ما تزال امام مؤتمر الحوار؟
- بالحوار وبمزيد من الحوار تحل المشاكل.. المهم تتوفر حسن النية أن نصل الى مخرج.. سلمنا لكم السلطة.. طيب أيش تشتوا.. قالوا اعتذروا للشمال واعتذروا للجنوب.. أنا شخصياً اعتذرت للشعب كله رجالاً ونساء خلال فترة حكمي هذا جانب.. لكن انت بتعتذر.. من أنت .. ؟!
الحكومة حق باسندوة حكومة تعتذر شو تشكل من مشكلة.. أنها تعتذر لمن؟ اعتذر للقضية الجنوبية .. القضية الجنوبية هي مشكلة منذ الاستقلال.. من احداث قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر وآخرها أحداث 13 يناير 1986م.. فالاعتذار يأتي لكل ابناء الوطن.. أنا شخصياً بادرت بعد الحادث الاجرامي على دار الرئاسة واعتذرت على الملأ للشعب اليمني وطلبت العفو والمسامحة من كل ابناء الوطن رجالاً ونساءً خلال فترة حكمي.
< سيادة الرئيس .. عادة ما تنتقدون اداء حكومة الوفاق وانتم مشاركون فيها بالمناصفة لماذا؟ وكيف تقيم أداء إعضاء المؤتمر ؟
- حكومة الوفاق اتفقنا عليها ونحن مشاركون فيها، ولكن هناك ضغوط عليها.. غير قادرة تشتغل ليش؟ هم يعتبرون أنفسهم ليسوا وزراء دائمين وأنهم لفترة انتقالية وكل واحد يحاول يصلح نفسه، لايجرؤ يقول هذا غلط لا في المؤسسة أو في الوزارة.. الاجراءات الامنية.. المخاطر الامنية لماذا لاتحلوها..؟ طيب ما قدرتوش للاقتصاد.. حلوا لنا مشكلة الجانب الأمني.. من الذين يفجرون انبوب النفط واعلنوا اسماءهم وقدموهم للمحاكمة..؟ كل ما نسمعه من وقت لآخر هو أن عفاش أو صالح هو وراء تفجير أنابيب النفط.. أنا استخرجت النفط ولا يمكن أن أخرب شيئاً أنجزته.. أنا وجدت لأبني وليس لأخرب لأنني مقتنع أنني خرجت من السلطة ولا أفكر فيها لا من قريب ولا من بعيد.. فاطمئنوا، لكن العمل السياسي سأستمر في المؤتمر الشعبي العام إلى حين انعقاد المؤتمر العام الثامن وعليه أن يحل المشكلة..
< هناك من يقول إن المؤتمر الشعبي العام استفاد كثيراً خلال توليكم للحكم.. ما الذي اكتسبه المؤتمر.. وما الذي خسره خلال هذه الفترة؟
- الشعار الذي كانوا يرفعونه هو أنه إذا خرج الرئيس صالح وسقطت قيادت المؤتمر من الحكومة ومؤسسات الدولة سينهار المؤتمر الشعبي العام .. لكنه اثبت العكس.. فقد خرج المؤتمر الشعبي العام من السلطة وإن باقي وزراء فمثلهم مثل غيرهم يمشون في الظل..
< لكنهم راضون على ذلك؟
- هم راضون لأنهم يشتوا يبقوا.. يبقى معالي الوزير .. هم لا يفضلون أن يدعوهم مثلما الرئيس السابق علي عبدالله صالح .. ويقولون لهم الوزير السابق.. لا يحبذون ذلك.. أنا سميت نفسي الرئيس السابق لأنني كنت حاكماً.. وهذا لا يمثل لي شيئاً.. قل الرئيس السابق.. أو قل علي عبدالله صالح.. هذه ليست مشكلة.. هؤلاء الوزراء مساكين حريصون على بقائهم في السلطة.. يشلوا لهم كم سنة.. وبعدين!!
< سيادة الرئيس.. لاحظتم ولاحظنا كيف تأثر اخوان اليمن بما حدث في مصر .. هل تتوقعون انهيار منظمومة جماعة الاخوان المسلمين كما توقعتم قبل عام بسقوطهم؟
- نحن كنا نقول إن مطبخ الحركات الاسلامية هي مصر منذ أيام حسن البنا كانت هي المنبع.. في حقيقة الأمر اليمنيون تأثروا بحركة الاخوان المسلمين في مصر وكونوا ما يسمى بحركة الاخوان المسلمين في اليمن (الاصلاح) .. على كل حال هم لايريدون القول بإنهم "اخوان مسلمين" وإنما يقولون أنهم إصلاح.. طيب أيش معنى الاصلاح.. تصلحون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحالة التصدع في البلد وفي المحافظات وإثارة النعرات القبلية والمناطقية.. كويس إذا كان هكذا شعارهم، لكن لم نرمنهم شيئاً.. بالعكس أزدادت إثارة المناطقية وإثارة النعرات في الجنوب وصعدة، رغم أنهم مسيطرون على الحكومة..
< أنتم توقعتم بسقوط حكم الاخوان والآن هل تتوقعون انهيار منظمومة الإخوان؟
- كما قلت لك إن الاخوان كان منبعهم مصر.. وللعلم إن المرشد العام للاخوان محمد بديع الذي ألقوا قبل أيام القبض عليه كان هنا في اليمن يعمل طبيباً بيطرياً وكان له نشاط، كما أن الذي تم تعيينه مرشداً جديداً للاخوان هو ايضاً كان في اليمن.
الاخوان عندهم اعتقاد منذ أيام حسن البنا كما ورد في بعض الاحاديث لا ندري مدى صحتها "إذا هاجت الفتن عليكم باليمن" لذا فالاخوان الآن يهربون الى اليمن.
وأنا متأكد أن قيادات من الاخوان المسلمين في مصر سيهربون الى اليمن على أساس أنهم سيأمنون في جبال اليمن وبمناطق محصنة.. ونحن كنا نقول: إن المنبع هي مصر ولكن اليمن الأن أصبحت منبعاً للأخوان المسلمين.. ولهذا نلاحظ المظاهرات والمسيرات التي خرجت من قبل الاخوان في صنعاء.. أيش دخلهم بما يحدث في مصر إذا كانوا »الاخوان المسلمين في اليمن« حزباً سياسياً يمنياً.. أيش دخلهم بمصر أو تركيا أو بالاخوان في سوريا.. لكنهم منظومة متكاملة..
< سيادة الرئيس.. ما تعليقكم على الخروج الهستيري لحزب الإصلاح لقيادة مظاهرات منددة بما يحدث في مصر؟
- كان من المفترض الاتخرج أية مسيرة إلا بترخيص وتحدد طبقاً للقانون- اتجاه السير والشعارات.. هؤلاء، لاهم معبرون لا للأمن ولا للدولة ولا لشيئ.. ينطلقون من الجوامع ومن بيوتهم وقاموا بمسيرات، وهذا اسلوب يخالف القوانين ومخالف للدستور.. الشعب اليمني شعب عظيم.. شعب مسلم ليس بحاجة الى أساتذة يرفعون العصا عليه.. الاسلام حق لكل البشرية وليس حقهم.. لكن (الإخوان) قد اصيبوا بنكسة في مصر لم يكونوا يتوقعونها، ونكستهم في مصر نكسة لهم في الوطن العربي كله.
< لكن الاخوان في اليمن ممسكون بحقائب وزارية ومؤسسات حكومية ويقفون في الصفوف الأولى مع الرئيس عبدربه منصور هادي الى جانب القوى السياسية الآخرى؟
- عبدربه منصور هادي هو رئيس توافقي.. فهو يحاول يوازن الأمور، لأنه في الاصل نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام والأمين العام، والمتضرر من القيادة السياسية والحكومة هو المؤتمر الشعبي العام لأن الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لا يريد أن يقولوا إنه منحاز للمؤتمر الشعبي العام ، ونحن لا نقول له على الاطلاق أن ينحاز، بل يبقى رئيساً لكل اليمنيين.. ولا يقصي المؤتمريين من أجل يكسب رضا الاخوان المسلمين .. هم ليسوا راضيين عنك مهما قدمت لهم من تنازلات.
يا أخي الرئيس عبدربه منصور هادي مش راضيين عنك.. ولولا وجود علي عبدالله صالح هنا في صنعاء وفي بيته كانوا قد عملوا لك عشرين مشكلة..
الآن يمارسون عليه ضغوطاً لماذا عمل برقية تهنئة للرئيس المصري عدلي منصور.. وان هذا غلط.. هذا رئيس دولة وهو الممثل الشرعي للدولة وهو الذي يرسم سياسة اليمن داخلياً وخارجياً..
< بالعودة الى الرئيس هادي هناك وسائل إعلام تتحدث عن وجود خلاف شديد بين الرئيس هادي والزعيم صالح .. كيف تردون على ذلك؟
- لا يوجد تواصل لنختلف.. ولا أحد مننا أعلن أنه مختلف مع الآخر.. لسنا مختلفين مع عبدربه منصور هادي على الاطلاق هو رئيس دولة ونحن معترفون بإنه الرئيس الشرعي في الوقت الحاضر إلى أن تأتي الانتخابات .. لا يوجد خلاف.. لكن هناك من يضجج أنه يوجد خلاف.. ونحن لم نلتق حتى نختلف..
< ربما عدم اللقاء هو الذي يثير ذلك الضجيج؟
- بالعكس عدم اللقاء هو لمصلحة الكل.. لإنه لا إقصاء لا لقاء.. لا أحد يؤذي الآخر.. هو لايزال نائب رئيس المؤتمر والأمين العام ونأمل أنه لا يخضع للابتزاز.. فهم يبتزونه ويدعون أنهم طلعوه رئيساً.. لا.. الشعب هو الذي طلعه وليسوا هم..
< أنت دعيت الشعب وأعضاء المؤتمر وحلفائه لانتخابه؟
- أنا دعوت من أمريكا لانتخاب الأخ عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد وليس رئيساً للإصلاح ولا رئيساً للمؤتمر..
< لماذا لا تزال الملفات الأمنية حبيسة الادراج.. وهل هناك تعمد في ذلك؟
- هذا تسأل بها الاستاذ المناضل محمد سالم باسندوة- واسأل حكومته .. ماذا حققتم خلال الفترة منذ توليتم السلطة.. وماذا قدمتم في المجال التنموي والمجال الأمني والمجال السياسي.. أسألهم هم ماذا حققوا.. وأتذكر أنه كان لي تصريح أو خطاب قلت فيه إن هذه الحكومة لم تحط طوبة على طوبة لأنها حكومة هشة.. لذا أقول: ان حزب الاغلبية هو الذي يجب أن يحكم.. الآن يشيعون إذا جرت الانتخابات إنه تشكل حكومة توافقية ولا يجوز لأي حزب أن ينفرد بالسلطة.
نحن مقتنعون إذا فاز حزب الاصلاح ينفرد بالسلطة، وإذا فاز حزب البعث ينفرد بالسلطة .. من فاز بثقة الشعب فمن حقه أن ينفرد بالسلطة.. أما أن نرجع إلى حكومة كوكتيل هذه ما تركبش..
< ما هو الجديد حول ملف جريمة دار الرئاسة؟
- ملف دار الرئاسة نحن نتطلع من أن العدالة تأخذ مجراها.. نريد أن تأخذ العدالة مجراها النيابة العامة والقضاء.. الملف الآن أحيل مجزأ إلى وكيل النيابة وإلى المحكمة ، لكن لم يحال كحادث إرهابي واجرامي خطير.. أحيل جزء البسطاء ولكن من دبروا ومولوا المؤامرة بقوه عندهم في أدراجهم..
< هناك من يتحدث عن وجود صفقة سياسية كتسوية بخصوص جريمة دار الرئاسة .. هل هذا صحيح؟
- هذا كلام غير صحيح.. لا أحد سيفرط بدمه أو أعضاء من جسمه ويعمل تسوية سياسية.. هذا ليس من حقي ولا من حق أي حزب أن يعمل تسوية سياسية.. هذا حق خاص.. أنا دمي سال وأعرف من الذي أساله حق المعرفة.. وصادق أمين ابوراس يعرف من الذي بتررجله.. وأولاد عبدالعزيز عبدالغني يعرفون من وراء موت والدهم.. فمن الذي يمتلك حقاً في عقد صفقة سياسية ..
دار الرئاسة مقابل جمعة الكرامة.. هذا كلام فارغ.. جمعة الكرامة جمعة إجرامية وراءها "الاخوان المسلمين" أرادوا الوصول الى السلطة عبر الدماء فقتلوا أولئك الابرياء والمساكين في حي الجامعة .. من ارتكب الجريمة هم حزب الاخوان المسلمين في اليمن.. وأنا امل من كل الأخوة المستمعين والمشاهدين والقراء ان يسموا الأشياء بمسمياتها ولا يقولوا حزب الاصلاح وإنما حركة الاخوان المسلمين..
< لمصلحة من إبقاء ملف جريمة جامع الرئاسة وملف جمعة الكرامة عالقين؟
- هذه وراءها الذين يريدون يتسلقون إلى السلطة عبر هذا الملف.. يخلوه شائكا والا يتركوا العدالة تأخذ مجراها سواءً ملف جمعة الكرامة أو ملف جامع دار الرئاسة.. لا توجد صفقة في الدماء فلا يتخيل المتآمرون والمنفذون أنها ستكون هناك صفقة كتسوية سياسية فهذا أبعد عليهم من عين الشمس.. سنترك الأمر للقضاء وهو الذي يدين من يدين ويبرئ من يبرئ ونحن سنأخذ بحكم القضاء..
< هل لدى المؤتمر نية لإقامة تحالفات سياسية جديدة؟
- نحن لا نمانع .. وأي حزب سياسي يأتي ليتحالف معنا على قواسم وطنية مشتركة ليس عندنا مشكلة..
< وماذا عن حقيقة علاقة المؤتمر مع الحوثيين كما يردد البعض؟
علاقة مع مواطنين والحوثيون ليسوا عالماً آخر.. كل من جاءنا بالسلام وفي إطار أجندة يحددها الجميع سواءً الحوثيون أو الاخوان المسلمون أو الاشتراكيون أو الناصريون فأيدينا ممدودة للجميع، لكل أبناء الوطن.
< بما فيهم الاصلاح؟
- بما فيهم الاصلاح نعم، إذا عاد إلى رشده واعتذر عن كل الدماء التي سفكها في الفريجة والصمع ومعسكر بيت دهرة والعر في يافع ونهم ، إذا جاء واعترف بأخطائه وغير سلوكه فليس عندنا مشكلة، فهم مواطنون يمنيون في نهاية الأمر..
< سيادة الرئيس.. بخصوص موضوع الاعتذارات، هناك مشروع اعتذار للجنوب تبناه مؤتمر الحوار رفع إلى الرئيس هادي وأحاله إلى الحكومة .. كيف تنظرون لذلك؟
- الآن في هذه اللحظة التي تجرى معي مقابلة.. الحكومة تجري نقاشاً في مجلس الوزراء حول هذا الموضوع ولا أدري ماذا سيصدر عنها من بيان..
رؤيتنا في المؤتمر الشعبي العام أن الاعتذار يكون للشعب اليمني عن كل الصراعات التي حدثت من فجر 26 سبتمبر 1962م و 14 أكتوبر 1963م .. لأن الاحداث متشابكة في الشمال وفي الجنوب، فالحكومة تعتذر أو لا تعتذر ليس في الامر مشكلة..
الاعتذار يجب أن يكون للشعب اليمني عن كل الصراعات من 62 و 67 الى اليوم..
< ربما الاعتذار هو لاحتواء بعض القوى التي تريد مقاطعة الحوار؟
- الاحتواء كلام.. هم عندهم أجنده معينة يريدون الانفصال وآخرون يقولون نهدد بالانفصال من أجل نضغط على الشماليين..
هذه عناصر متنفذة ومعروفة منذ الاستقلال وحتى اليوم، جزء منهم يقول نضغط لأنه يعرف أنه لن يستطيع أن يحكم في الجنوب ومجربين وعارفين انهم لا يستطيعون العيش إلا في ظل الوحدة.. كلهم.. سواءً كانوا في السلطة أو خارج السلطة.. الشماليون والجنوبيون وحدويون، فتعالوا الى الحوار من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وليس الحوار من أجل الانفصال..
< أشرت الى أنهم لا يستطيعون أن يحكموا في الجنوب لماذا؟
- بسبب الصراعات القبلية في الجنوب التي هي أشد من الشمال.. والوحدة هي الحصن الحصين لكل ابناء المجتمع اليمني..
< سيادة الرئيس.. هل المؤتمر الشعبي العام جاهز للانتخابات القادمة ؟
- المؤتمر الشعبي العام جاهز للانتخابات حتى لو جرت في الغد ولا يمانع ولا يخاف وقد تزايدت عضويته.. واكتسب خبرة وصموداً وشجاعة من عندما أقصي من رئاسة الدولة والحكومة.. المؤتمر ازداد قوة وصلابة وطلبات الانتساب لعضوية المؤتمر الشعبي العام صارت بالآلاف وليس بالمئات..
< أخيراً ما الكلمة التي تودون توجيهها الى مؤتمر الحوار الوطني الذي يعول عليه اخراج البلاد من الأزمة؟
- نتمنى من قلوبنا لكل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن ينجحوا في مهامهم وتنتهي هذه الأزمات.. مش الحوار من أجل الانفصال.. واحد يقول دخلت الحوار تحت سقف الوحدة ويوم ثاني يرفع شعار أنه يريد فصل الشمال عن الجنوب.. انت لست وصياً على الجنوب ولا أنا وصي على الشمال.. لا يوجد وصي على الشعب اليمني .. يجب أن يتعلموا أنه ليس هناك وصياً لا على الجنوب ولا على الشمال.. الشعب اليمني وصي نفسه في ظل وحدته.. كما أن هناك من يطرح إقليمين وهناك من يطرح خمسة إقاليم وآخر ثلاثة وهكذا.. أيش هذا الكلام .. اليمن ليست مزرعة وليست ملك أحد.. فالشعب اليمني توحد واستفتى على وحدته..
هناك أخطاء تحصل من رئاسة.. من حكومة.. من أي مكان ويجب أن تعالج هذه الاخطاء من خلال الحوار ويتم تقييم السلبيات والايجابيات.. لكن ان يجعلوها كلها ظلاماً.. أنا انصح أمثال هؤلاء أن يلبسوا نظارات بيضاء ويبتعدوا عن النظارات السوداء التي تجيب لهم الغشاوة ولا يرون من خلالها الى البعيد وتجعلهم يعانون من قصر في النظر..
< شكراً جزيلاً سيادة الرئيس على اتاحتكم الفرصة لاجراء هذا اللقاء؟
- شكراً للجميع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرئيس علي ناصر: القول بأن الجنوبيين هم من يحكمون مبالغة كبيرة في ظل وجود مراكز القوى في صنعاء
الاربعاء 21 أغسطس 2013 23:00



الرئيس علي ناصر
سما -متابعات
 تعددت لقاءات "الوسط" بالرئيس علي ناصر محمد كلما كان هناك اضطراب سياسي وخلافات بينية تتحكم بالأطراف السياسية والحزبية لتلمس رأي وسطي غير منحاز، وفي هذه الفترة الملتبسة من تأريخ اليمن، والذي يبدو فيها نزوع الأطراف، ومنها السلطة إلى التعامل مع القضايا العالقة بذهنية مخادعة للنفس وللغير، وهو ما يزيدها تعقيدًا بدلًا من حلّها، عاودنا الاتصال بالأخ الرئيس علي ناصر لمعرفة تقييمه حول عدد من القضايا، وبالذات المرتبطة بالقضية الجنوبية والحوار الوطني، واللذين تلفهما التعقيدات المختلفة،
حاوره/ جمال عامر:

وسألناه أولًا عن خروج ما كان متوقع للعلن من محاولة إخراج نتائج الحوار الوطني على أساس اتفاق سياسي يكون الحامل له مؤتمر الحوار، وهو ما أدى إلى تعليق محمد علي احمد لمشاركة أعضاء مؤتمر الجنوب في الحوار وطرح اشتراطات للعودة، كيف تنظر إلى ما حدث وإلى أي مدى سيضاعف استبعاد قوى فاعلة كالحراك والحوثيين من حدة أزمة الثقة، وهل كان ذلك متوقعاً بالنسبة لكم، وكيف تنظرون إلى مستقبل الحوار على ضوء هذا الانكشاف الذي حصل؟ 
قرار الاخ محمد علي احمد وفريق القضية الجنوبية هو قرارهم، فعندما دخلوا الحوار دخلوه بإرادتهم، واليوم اعلنوا موقفهم بتعليق مشاركتهم بالحوار بقرار منهم أيضاً، وفق رسالتهم الموجهة الى رئيس الجمهورية، وما جاء فيها أنه ليس هناك جدية في معالجة القضية الجنوبية، وأكدوا على تنفيذ النقاط الـ 20 و11، والتفاوض النّدي بين الشمال والجنوب في دولة محايدة لتنفيذ القضايا المتفق عليها، وسبق وأن نبهنا الجميع إلى أهمية معالجة القضية الجنوبية وتطبيق ما سمي بالنقاط العشرين قبل بداية مؤتمر الحوار، وهو ما أبلغناه إلى القيادة في صنعاء، وكذلك إلى وفد التهيئة للحوار برئاسة الدكتور عبدالكريم الارياني، وللمبعوث الأممي الى اليمن جمال بنعمر وسفراء دول الاتحاد الاوروبي وللإخوة في مجلس التعاون الخليجي، وهو ما أبلغناه - أيضاً - إلى بقية الاطراف الاخرى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، ومع الأسف أن القيادة كانت مصرة على بدء الحوار بتاريخ 18 مارس دون تهيئة الظروف المناسبة لنجاحه ومعالجة المشاكل، وقد تحول المؤتمر إلى مهرجان خطابي وصرف عشرات ملايين الدولارات للأكل والتخزين، والجميع يلاحظ انه حتى الآن لم يخرج بأية نتيجة سواء بالنسبة للجنوب أم بالنسبة لقضية صعدة أم غيرها من المشاكل التي يئن منها الوطن شمالًا وجنوبًا، والبعض اليوم يتحدث عن أن الحوار عاد إلى مربع الصفر..
وقد اتصل بنا الأخ محمد علي في هذا الشهر لترتيب لقاء مع القيادات في الخارج للتشاور بشأن مشروعهم الذي تقدموا به الى المؤتمر، ورسالته إلى رئيس الجمهورية وغيرها من المواضيع والخيارات الأخرى، وسوف يشارك في اللقاء معظم الطيف الجنوبي من الداخل والخارج، وسيتحدد الزمان والمكان خلال هذا الاسبوع.

وافق بن عمر والإرياني على تأجيل المؤتمر وفوجئنا بانعقاده.. ولكن هل أبلغتم لجنة التهيئة في حينه مخاوفكم من عدم نجاح الحوار، وكيف تُقيّم مسار الحوار حتى اليوم وبالذات على مستوى القضية الجنوبية في وقت تُصرح فيه قيادات المؤتمر بأن الحوار قد أنجز 80 % ؟
نعم.. والتقينا مع كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وقدمنا مقترحات تتضمن رؤيتنا لحل القضية الجنوبية وغيرها، كما أشرنا آنفاً، ونصحنا أن لا يبدأ الحوار إلا بعد معالجة أهم المشاكل التي تُعيق إنجاحه، ووافق كل من جمال بنعمر والدكتور الإرياني على ذلك، لكن فوجئنا بالدعوة لعقد المؤتمر في 18 مارس الماضي دون مراعاة لمطالب الشعب في الجنوب الذي انتفض منذ سنوات ضد ممارسات النظام من ظلم وفساد وإقصاء وتهميش ونهب للممتلكات العامة والخاصة وتسريح الآلاف من الكوادر الجنوبية عسكريين ومدنيين، وخرجت مظاهرات مليونية في عدن وغيرها من المدن الجنوبية ضد هذا المؤتمر الذي شاركت فيه بعض الأطراف الجنوبية، وقد تابعنا بعض التصريحات التي أشرتم إليها في سؤالكم حول إنجاز 80% من مهام لجنة الحوار الخاصة بالقضية الجنوبية، ونحن سمعنا عن مثل هذا الرقم، ونحن نُقدر جهود المشاركين في الحوار لكن الشعب لم يلمس أيًّا من هذا على أرض الواقع, والشعب وحده من سيُقدّر مثل هذا الإنجاز الذي يتحدثون عنه من عدمه، فهو صاحب القرار.مؤتمر الحوار ليس مأدبة غداء

أعلم عن تأكيدات دولية وبالذات أمريكية على أن المجتمع الدولي سيعترف بنتائج الحوار بمن حضر، وهو ما يخشى من أن هذا الحوار ليس أكثر من حامل لاتفاقات سياسية تتم خارجه.. هل يمكن أن يُمثّل ذلك حلًّا لمشاكل اليمن؟
ليس المهم أن يعترف المجتمع الدولي بنتائج الحوار بمن حضر، وهذه ليست مأدبة غداء، إنما هي قضية وطن ومصير شعب، وإنما المهم أن تلبي نتائجه تطلعات الشعب والخروج من الأزمة الخطيرة التي يمر بها اليمن شمالاً وجنوباً، ونحن نعرف أن المجتمع الدولي والإقليمي هو وراء مؤتمر الحوار الوطني بدليل متابعة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سير أعمال المؤتمر وكذلك المبعوث الأممي جمال بنعمر الذي بذل جهودًا كبيرة، ويتنقل بين صنعاء وعدن وصعدة والقاهرة ودبي وجدة من أجل نجاح أعماله، والمهم - برأيي - أن لا تكون نتائج المؤتمر إعادة تموضع وإنتاج لمصالح مراكز القوى أو صيغة جديدة لتقاسم النفوذ على حساب الشعب والحراك الجنوبي السلمي وثورة شباب التغيير الذين يعتبر جلهم ما جرى التفافاً على ثورتهم وتضحياتهم - بما في ذلك بعض المشاركين في الحوار الوطني - والذين كانوا يحلمون بتغيير جذري ووطن مستقر خالٍ من الظلم والفساد والمحسوبية والاستبداد والطائفية والثأر، وهناك من وضع آماله الأخيرة على الحوار الوطني لتحقيق ذلك، فليس من المفيد انسداد آخر الآفاق في وجه الجميع هناك قيادات ما زالت تحن إلى استعادة الدولة في الجنوب 

إذًا كيف يمكن فهم الخلاف القائم بين قيادات معارضة الخارج الذي انعكس سلبًا على شعب الجنوب وحراكه في الداخل.. هل هو خلاف على الزعامة أم الأمر له علاقة بالتبعية للخارج؟ 
كان الحراك السلمي في الجنوب الذي بدأ في العام 2007 في ذروته ووحدته وقوته قبل بروز ما تسمى بالقيادات التاريخية، وقد انعكس بروز هذه القيادات سلباً على مسيرة الحراك السلمي وعلى وحدته مما أدى إلى خلافات وانقسامات خطيرة تهدد الحراك ومستقبله، بل تهدد الوحدة الوطنية في الجنوب فقد تعددت الزعامات والولاءات، وأدى ذلك إلى خلافات بين فصائل الحراك السلمي، ومع الأسف أن هذه القيادات لم تستفد من دروس وعبر الماضي، ولا تزال تتغنى بالماضي وبالحنين إلى استعادة الدولة في الجنوب التي أضعناها ببعض المزايدات والحماقات والأخطاء، والآن نتباكى على دولة الجنوب ونطالب باستعادتها، وهي التي كانت بيدنا منذ الاستقلال عام 1967م حتى إعلان الوحدة عام 1990م، ولم تكن هذه القيادات بمستوى المسؤولية التاريخية لقيادة البلاد والحراك وبناء الدولة، وقد حان الوقت لِأَن يبادر الشباب في الحراك السلمي لاختيار قيادتهم من بينهم وبإرادتهم دون وصاية، وعلى القيادات أن تكتفي بما قامت به في الماضي وتحافظ على ما تبقى لها من تاريخ.

مؤتمر شعب الجنوب يُمثّل فصيلًا في الجنوبمحمد علي أحمد يتم تقديمه كممثل للجنوب.. إلى أي مدى ترى أنه يمثل أبناء الجنوب في ظل تناقضاته في ما له علاقة بتقرير مصير الجنوب؟ 
نحن لا نُنكر دور الأخ محمد علي احمد وأعضاء مؤتمر شعب الجنوب، وهو يُمثّل فصيلًا في الجنوب، وقد تقدم فريق القضية الجنوبية برؤية سياسية وقانونية لحل القضية الجنوبية، وهي جديرة بالاهتمام والمناقشة مع كافة الأطراف الجنوبية في الداخل والخارج، وهناك آخرون من القيادات يدّعون أنهم الممثلون الشرعيون للجنوب، وهذا ليس صحيحًا، فقد تعددت القيادات والزعامات, وكنا نتمنى أن تلتئم هذه القيادات في قيادة موحدة ورؤية واحدة لكي تحظى بشرف تمثيل الشعب في الداخل والخارج، وأن يستوعب الجميع بأن الشعب هو صاحب القرار في تقرير مصيره.

صراع الزعامات أثّر على رسالة الحراك 

بصراحة أخي الرئيس: هل هناك صراع زعامات.. وبعيدًا عن الدبلوماسية: ما أسباب هذا التشظي الحاصل بين قيادات الحراك، وهل يمكن أن يمثل ذلك رسالة داعمة للمطالبين بالانفصال في وقت يتزايد فيه الصراع والجميع ما زالوا خارج الحكم؟
أتفق معكم بأن هناك صراع زعامات، فهناك عمى سياسي أصيبت به هذه القيادات التي لا تحس بمعاناة الشعب وآلامه وجراحه وأمنه واستقراره ومعيشته, وقد أثّر ذلك على رسالة الحراك، وهذا الوضع المتشظي لا يمثّل رسالة داعمة للمطالبين بالانفصال، كما أشرت في سؤالك، كما لا يدعم أيًّا من الخيارات المطروحة الأخرى، والناس يتساءلون إذا كان الصراع اليوم بين هذه القيادات، وهم خارج السلطة وخارج عدن والجنوب، فكيف ستتسع لهم السلطة لاحقًا التي أضاعوها بين 1967م و1990م، ومع الأسف حتى هذا التساؤل المشروع أصبح نوعاً من الترف في ظل ضبابية الرؤية التي تحكم مستقبل شعب يستحق الإنصاف والحرية والحياة الكريمة.

هل يمكن القول: إن ما اصطلح على تسميتهم الزمرة يحكمون اليوم، وأبين على وجه الخصوص، ثم طالما والجنوبيون من يحكمون لماذا لا يعملون على حلحلة قضايا الجنوب؟
هناك من له مصلحة باستعارة مصطلحي الزمرة والطغمة من رفوف الماضي الذي حاولنا تجاوزه ليس فقط بالتصالح والتسامح وإنما بالظروف الموضوعية التي مر بها اليمن منذ وحدة 1990م وإرهاصاتها وحرب 1994 وفواجعها التي جمعت الناس على هم كبير واحد، وهناك من يعمل على إثارة هذه النعرات وفي هذا الوقت بالتحديد لغرض مستنسخ مما كان يمارس في السابق، وأما القول بأن الجنوبيين هم من يحكمون ففيه مبالغة كبيرة في ظل ثقل مراكز القوى في صنعاء كما أن القيادة يفترض أن تكون لليمن جنوباً وشمالاً وليس لمنطقة أو محافظة، ونأمل أن تولي اهتماماً بقضايا المواطنين وحلها، وفي المقدمة قضيتا الجنوب وصعدة، وغيرها من القضايا التي تصب في خدمة المواطن الذي لم يلمس أية معالجة جدية لهذه المشاكل التي أشرنا إليها.

نريد رئيسًا واحدًا لا أربعين رئيسًا 

ـ كيف تقول بأن الجنوبيين لا يحكمون مع أن الرئيس ورئيس الحكومة جنوبيان، وهؤلاء لا يشكون ممن وصفتهم بمراكز القوى؟
أنا لم اقل بأنهم لا يحكمون، ولكن رئيس الوزراء أكد أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام وقال بأنه لا يحكم، وإن حكومته اسمها "حكومة لا أدري"، حسب ما قال في إحدى القنوات العربية، والناس يتحدثون أن الرئيس يشكي، ورئيس الوزراء يبكي، والشعب يشكي ويبكي ويحكي هو الذي يعاني من الظلم، ولا يمكن أن يعفيهم من عدم تحمل مسؤوليتهم، ولهذا لابد بأن يضطلعوا بدورهم في قيادة البلاد والعباد لإيجاد حلول للمشاكل للخروج من هذه الأزمات حتى لا تتحول إلى حكومة تصريف أعمال
وهنا أتذكّر ما قاله الشاعر الفضول بعد قيام الثورة في إحدى مقولاته، والتي صارت مثلاً يتندر الناس به، حيث قال:
"صــرفــوا الإمـــام تــمــامـــاً كــمـــا يـصـــرف ريال ماري تيريزا (فرنسي) إلـــى أربـعـيـن بـقـشــــة"
فقد صرفو ا الإمام حينها الى أكثر من 40 إمامًا بسبب تعدد القيادات كما جاء في مذكرات القاضي عبدالرحمن الارياني رحمه الله، ونحن نريد رئيساً واحداً بدلاً من 40 رئيساً

هذه قصة علاقتي بالرئيس صالح

ـ علِمتُ أن تواصلك مع الرئيس السابق عاد مجدداً بعد قطيعة.. ما أسباب القطيعة ومبررات عودة التواصل، هل منها انغلاق الرئيس هادي على نفسه، ما الذي تحمله أخي الرئيس علي ناصر في ذاكرتك من مواقف مع الرئيس صالح سواء قبل 86 أم بعدها وأنت في صنعاء، وكان لهذه المواقف تأثير على مجرى الحياة السياسية وعلاقتك معه؟ 
أعتقد أنكم تعرفون أسباب القطيعة بيني وبين الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، ولعلك كنت شاهدًا على إحداها، فقد كانت هناك تباينات في وجهات النظر حول الأوضاع في اليمن شمالاً وجنوباً وطريقة معالجتها وبالذات بعد حرب 1994م, فقد نبهت إلى خطورة ما جرى بعد 1994م من تسريح وإقصاء وتهميش ونهب للممتلكات العامة والخاصة وغير ذلك كما اشرت آنفاً, وكنت أول من طالب في صحيفة الحياة اللندنية بعد شهر من تلك الحرب المشؤومة بالحوار مباشرة مع الطرف الذي انهزم فيها، وقلت حينها إن المنتصر في هذه الحرب مهزوم وإن الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً, ومع الأسف أن موقفي قد فُسر تفسيرًا خاطئًا من قبل بعض المستشارين والمنافقين الذين أساؤوا لي وللرئيس علي عبدالله صالح، فمثل هؤلاء يقفون مع الحاكم ثم ينتقلون إلى الحاكم الجديد طالما أنهم يضمنون استمرارية مصالحهم الشخصية ولا يكتفون بذلك، بل إنهم أول من يهاجم الحاكم السابق ونظامه ويُحملونه كل الأخطاء، وقد مر علينا وعلى غيرنا مثل هذه العينات، وكنت متأكدًا أنه لو استمع حينها إلى نصائحي الصادقة والمخلصة وبدأ في معالجة آثار حرب 1994م لما ارتفع سقف المطالب إلى عملية التغيير وإسقاط النظام والرئيس والانفصال والمطالبة باستعادة الدولة, ولكن لا أخفي عنكم أن العلاقات تأثرت بيننا وساءت أكثر مع انطلاقة مسيرة التصالح والتسامح 2006 والحراك الجنوبي 2007م وحاولت بعض العناصر بعلمه تخريب علاقتي مع الدول التي كنت أقيم فيها أو أنتقل بينها، ولكن ذلك لم يؤثر لأنني - كما قلت في بعض اللقاءات - إن حدودي واسعة ولا أحمل الحقد في سبيل القضايا الكبرى، وإشارة إلى سؤالك حول العلاقة معه ومواقفه فإنني أُكنّ له الاحترام والتقدير لمواقفه من القضايا التي أنجزناها معا كمشروع دستور دولة الوحدة وقيام المجلس اليمني الأعلى وإقامة المشاريع المشتركة بين الشمال والجنوب وإيقاف حروب المنطقة الوسطى 1972م - 1982م، والتنسيق في عدد من المواقف السياسية والقضايا القومية وخاصة في ما يخص القضية الفلسطينية والاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م، كما لا ننسى له مواقفه معنا منذ وصولنا إلى صنعاء عام 1986م فقد قدم لنا كل أشكال الدعم المعنوي والمادي وتعامل معنا وكأننا ما زلنا في السلطة، وكان البعض يحظى بمزايا أكثر من وجوده في السلطة في عدن, حتى أن فيهم من كان لا يفكر بالعودة إلى عدن بعد حصوله على هذه الامتيازات وهذا ينطبق على بعض قوى المعارضة في الشمال الذين كانوا يقيمون في عدن قبل الوحدة, وبعد الانقطاع الذي حصل بيني وبينه لأسباب سياسية وليست شخصية فقد بادلته أولًا بالشكر على مواقفه تجاهنا منذ 1986م وحتى الآن، ومعروف عنه أنه لا يقطع علاقة حتى مع أعدائه ويبقي على شعرة معاوية، وقد امتلك خبرة كبيرة في السلطة على مدى 33 عاماً وكوّن علاقات مع الكثير من القيادات والمواطنين في اليمن شمالاً وجنوباً، بل إنه عندما يلتقي بأي شخص ويتحدث معه يبدو وكأنه صديق له منذ زمان، وكنت أتمنى لو وظف خبرته وتجربته الكبيرة لبناء الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للمواطن اليمني بدلًا من الانشغال بالحروب في الشمال والجنوب لكسب مزيد من الاحترام، ولا ننكر أنه كانت له سلبيات وايجابيات كغيره من الحكام, وقد تأكدت بعد خروجه من السلطة أن بابه لا يزال مفتوحاً لكل من يتصل به أو يزوره.

عرفت الرئيس هادي منذ كان ضابطًا في القوات المسلحة 

ـ كيف تُقيّم فترة تولي الرئيس هادي السلطة، وهل استفاد الجنوب في هذه الفترة، وهل تتوقع إنجازًا في بقية فترته؟ 
لقد عرفت الرئيس عبدربه منصور هادي منذ كان ضابطاً بالقوات المسلحة ونائبًا لرئيس الأركان ورئيساً لشعبة الإمداد والتموين وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، وكان يتمتع بصفات قيادية اكتسبها من خلال المواقع التي تدرّج فيها، وهذه أهّلته لأن يكون وزيراً للدفاع ونائباً للرئيس ورئيساً للجمهورية, ونحن نتمنى له التوفيق والنجاح, أما هل استفاد الجنوب في هذه الفترة فالشعب وحده هو الذي يعرف ماذا تحقق طوال الفترة التي تحمّل فيها الرئيس هادي المسؤولية.

قدّمنا مقترحات لم تتعامل معها قيادات صنعاء 

ـ على ضوء ما يطرح من إمكانية التمديد لهادي، أو إعادة انتخابه كرئيس توافقي.. ما انعكاسه على مستقبل الجنوب والوحدة؟ 
جاء الرئيس عبدربه منصور هادي كما هو معروف بناءً على المبادرة الخليجية والتوافق السياسي والإقليمي والدولي، إلا أن الجنوبيين يشكون من عدم تركيز المبادرة على حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً بل تجاهلتها بالمطلق ما حدا ببعضهم للحديث عن مبادرة أخرى خاصة بالجنوب، ولهذا فقد رفضت معظم قوى الحراك الجنوبي المبادرة ومخرجاتها وكذلك رفضت المشاركة في الانتخابات الرئاسية وأخيرًا علّق فريق القضية الجنوبية مشاركته في مؤتمر الحوار، وما زال الحراك مستمرًا في مسيراته المليونية وآخرها مليونية 7/7 التي دعا إليها المناضل الكبير حسن أحمد باعوم وشاركت فيها الجماهير من كل محافظات الجنوب، ومن جانبنا فقد بادرنا في مارس من 2012م بتوجيه عدد من الرسائل الأخوية للقيادة في صنعاء تضمنت مقترحات لرؤيتنا لكيفية حل القضية الجنوبية، ولأسباب لا نعرفها فلم نلمس تنفيذ أيٍّ من مقترحاتنا ومقترحات بقية القوى الوطنية الأخرى ولو اتخذت بعض المعالجات لسهلت مهمة نجاح الحوار الوطني وحدث انفراج وخفّت حالة الاحتقان.
أما في ما يتعلق بالفترة الانتقالية للرئيس والحكومة فلم يبق منها إلا حوالى ستة أشهر، ولم يتحدد حتى الآن موقف واضح من عملية التمديد أو الانتخابات الرئاسية، وهل هناك توافق من قبل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي دعمت تنفيذ المبادرة الخليجية ولكن سيظل أمام التمديد والانتخابات معضلة حل القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة المدنية الحديثة, ولا يمكن تجاوز مثل هذه القضايا المحورية المهمة إذا حاولت هذه الأطراف الهروب إلى الأمام من معالجتها بالترحيل والتعويم الذي يضاعف المشاكل ويزيدها تعقيداً.

هذا سبب خلافي مع العطاس

ـ أين تلتقي وتختلف مع رئيس الحكومة الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في النظر للقضية الجنوبية، وطريقة حلها، وبشكل أوضح أتمنى إجابة صريحة: ما الحل من وجهة نظرك هل فيدرالية من إقليمين أو من عدة أقاليم أم أن فك الارتباط هو الحل الأمثل مع ما يبديه الموقف الدولي من تأكيدات على تمسكه بالوحدة؟ 
نتفق ونختلف مع الرئيس حيدر أبو بكر العطاس حول الموقف من تنفيذ قرارات مؤتمر القاهرة الذي عقد في نوفمبر 2011 وشارك فيه معظم الطيف السياسي الجنوبي وخرج بمقررات أهمها اعتماد نظام الفيدرالية من إقليمين، ونحن ما زلنا متمسكين بقرارات مؤتمر القاهرة، ويجري الآن الحديث حول خمسة أقاليم على أن يكون الجنوب إقليمين وثلاث أقاليم في الشمال, وغير ذلك من المشاريع، ونؤكد أن القرار أولاً وأخيراً هو للشعب.

أخشى أن يتحول اللاعبون إلى أمراء حرب 

ـ هل يمكن أن نعلم من هم اللاعبون الأساسيون في الجنوب، قد تقول الشعب، ولكن أقصد القيادات التي تتفق وإن علنًا على المطالبة بالانفصال فيما تختلف حول الوسائل، وهناك من يطرح أن ما يدور في اجتماعكم مع ممثلي المجتمع الدولي لا يطرح الانفصال بقدر ما يطرح البحث عن حلول ومخارج في إطار الوحدة على أساس وضعكم في خارطة الحكم القادمة.. إلى أي مدى ذلك صحيحًا؟

اللاعب الأساس هو الشعب وحراكه السلمي وقياداته الميدانية التي تعرضت للاعتقال والملاحقات وعانت من الظلم والفقر والتهميش وقدّمت الآلاف من الشهداء والجرحى من أجل انتصار قضيتهم العادلة، أما ما يطرح مع ممثلي المجتمع الدولي والإقليمي فالآراء متعددة حول الرؤية لحل القضية الجنوبية، ولا يزال الحوار مستمراً مع كافة الأطراف في الداخل والخارج للوصول إلى ذلك.
ومن جانبي فإنني لا أبحث عن موقع في خارطة الحكم القادمة، وقد أشرت إلى هذا الأمر عدة مرات، بل أبحث عن خارطة طريق للأجيال تضمن لهم الحاضر والمستقبل من خلال حل سياسي لما تمر به البلاد والعباد من أزمات خطيرة تهدد أمنه واستقراره ووحدته، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه من خلاف وصراع فلن يبقى الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً، لا قدّر الله، وحينها لن يكون ثمة لاعبون أساسيون بل أمراء حروب.

ـ محمد علي أحمد رئيس فريق الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني أكد أن الحراك الجنوبي قد أتى إلى الحوار وهو يعلم أنه يحاور تحت سقف الوحدة، مبينًا أن هذه المشاركة جاءت تلبية لدعوة ورغبة المجتمع الدولي؟
لقد نفى متحدث باسم الأخ محمد علي ذلك في مقابلة صحفية، وبإمكانكم توجيه السؤال إليه !

لا أخضع للإملاءات.. ويجب أن لا يصبح اليمن تحت الوصاية

ـ إلى أي مدى يمكن أن تتحول رغبة المجتمع الدولي في فرض الوحدة على الجنوب إلى قرار، وهل تتعرضون - شخصيًّا - لضغوطات للقبول بمثل هذا القرار؟
نحن لا ننكر دور المجتمع الدولي والاقليمي، وتجلى ذلك في المبادرة الخليجية ومخرجاتها، ومؤتمر الحوار الوطني هو أحد بنودها، وكما تتابعون بأن مجلس التعاون الخليجي عبر أمينه العام ومجلس الأمن عبر مندوبه والاتحاد الاوروبي هم من يتابعون تنفيذ المبادرة الخليجية منذ تشكيل الحكومة وانعقاد أعمال مؤتمر الحوار حتى اليوم، ونحن نقدّر مثل هذه الجهود ولكن يجب أن لا يصبح اليمن تحت الوصاية الدولية لأن ذلك يضعف موقف أصحاب القرار في صنعاء، وبالنسبة لي فقراري مستقل ولا أخضع للإملاءات أينما ذهبت وحيثما سكنت.

ـ تنتقد أخي الرئيس دور القيادات التاريخية، ومنها من حكم الجنوب وأنت أيضاً من هذه القيادات.. إلى أي مدى تتحمل جزءًا من هذا التأثير السلبي على مسيرة الجنوب في السابق وعلى الحراك اليوم؟، ولكن أين تتفق القيادات التأريخية والسياسية، وأين تختلف تحديدًا حول مستقبل الجنوب؟
أنا لا أنكر أننا أخطأنا وأصبنا خلال مسيرة التجربة في اليمن الديمقراطية وأكدت ذلك في أكثر من مقابلة، ويجب على القيادات أن تكون عندها الشجاعة للاعتذار للشعب فهو مصدر قوة لها، وأن تستفيد من دروس وعبر الماضي، ولهذا رفعنا في عام 2006م شعار التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب منذ عام 1967م حتى اليوم، والذي جسدته الجماهير في حراكها السلمي الذي انطلق في العام 2007م ، أما ما يتعلق بالسؤال: أين نتفق ونختلف مع القيادات فنحن - جميعاً - نتفق على ضرورة حل عادل للقضية الجنوبية وقد نختلف في الأسلوب للوصول إلى الحل.

تتفق القيادات على حلٍّ عادل للجنوب وتختلف على الوسائل

ـ ولكن أين تتفق القيادات التاريخية والسياسية، وأين تختلف حول مستقبل الجنوب؟
كما قلت لك نحن جميعاً نتفق على ضرورة حل عادل للقضية الجنوبية، وقد نختلف في الأسلوب للوصول الى الحل، وقد حاولنا طوال السنوات الماضية العمل على توحيدها مع بعض المخلصين، وعقدنا سلسلة من اللقاءات والاجتماعات في مصر والامارات ولبنان وسوريا وتركيا وألمانيا وغيرها للوصول الى رؤية ومرجعية سياسية موحدة تحدد موقفًا واضحًا من مستقبل القضية الجنوبية ولكن دون جدوى، ولهذا فقد طالبنا الشباب بأن يضطلعوا بمسؤولياتهم في الوصول إلى رؤية ومرجعية سياسية لتقود مسيرة الحراك الجنوبي السلمي لتحقيق أهدافه، وأدعو الجميع بمن فيهم القيادات التاريخية لأن تبارك ذلك.

ـ كيف تفسّر عدم تفاعل الرئيس هادي مع النقاط العشرين وإصدار القرارات التي يمكن أن تمثل رسالة تطمين للجنوبيين وإعادتها إلى الحكومة.. هل لكون هادي جزءًا من مشكلة الماضي أم لارتباط حل القضايا بالقوى النافذة في الشمال؟
لقد طالبت منذ العام 1994م بمعالجة الآثار السلبية التي خلّفتها الحرب الظالمة على الجنوب، ولكن الطرف المنتصر لم يتخذ أية معالجات وأصيب بنشوة النصر وكان يعتقد بأنه يمكن تطبيع الوضع وتطويع الجنوب لإرادته المنتصرة، وأثبتت الايام أن الجنوب عصيًّا على عملية الترويض والذل والظلم والاستبداد، وهو ما عبّر عنه الحراك السلمي ومسيرته الظافرة التي أدت إلى إسقاط القيادة، ومع الأسف أن القيادة الجديدة لم تتخذ أيّة معالجات جذرية وجدية في حل المشاكل وانبهرت بالوصول إلى السلطة، ونسيت بأن الحراك الجنوبي وثورة شباب التغيير في الشمال وحركة الحوثيين هي التي أوصلتهم إلى رأس السلطة، وقد طالبت قبل عقد مؤتمر الحوار الوطني بمعالجة النقاط المذكورة لأنني كنت أخشى من الآثار السلبية في حال عدم معالجتها، وما اخشاه أن تأتي المعالجات بعد فوات الأوان.

آخر تواصل مع هادي كان عام 96 

ـ هل صحيح ما يشاع عن عدم رد الرئيس هادي على اتصالاتك، وإذا كان ذلك صحيحًا كيف تفسّر مثل هذا الأمر.. وهل يتم التواصل مع علي محسن الأحمر
من طباعي أنني لا أتصل بالحكام عبر الهاتف، ولكنني أتخذ من المراسلات أسلوباً للتواصل معهم؛ وذلك تقديرًا لمشاغلهم، وأترك الخيار للمسؤولين للاتصال بي وفي مقدمتهم الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس منغستو هيلاميريام والرئيس حافظ الاسد والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس معمر القذافي وغيرهم الذين لا أنسى لهم وقوفهم إلى جانبنا سواءً عندما كنا في السلطة أو بعد مغادرتها، وهو الأهم، وأنا على تواصل مع الجميع سياسيين ومواطنين في الداخل والخارج.
أما فيما يتعلق بالتواصل مع الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي فليس صحيحًا أن الرئيس يتجاهل الاتصال بي أو لموقف شخصي، وإنما قد يعود لأسباب قد نعذره عليها في الماضي ونقدر انشغاله في الوقت الحاضر والكثيرين يتساءلون عن التواصل بيني وبينه وأنا أتجنب الحديث عن ذلك؛ لأن آخر تواصل هاتفي بيننا كان في النصف الثاني عام 1994م بعدما تم تعيينه نائبًا للرئيس، وذلك لتهنئته بالمنصب الجديد. والتقيت به في منزله بصنعاء عام 1996م عند زيارتي لها.

ـ على ضوء ما يطرحه بعض قادة الحراك عن تصعيد يمكن أن يصل إلى حد الدخول في مرحلة حمل السلاح وإعلان الكفاح المسلح.. هل ترى مثل هذا التصور ممكناً؟
لقد بدأ الحراك سلميًّا وما زال كذلك وتعرض خلال مسيرته إلى العنف، ولكنه لم يلجأ الى العنف المضاد حتى الآن على الرغم من الاغتيالات والاعتقالات والملاحقات التي تطال قياداته ونشطاءه، ونحن لسنا مع اللجوء إلى حمل السلاح، ونتمنى بأن لا يصل الجميع إلى ذلك؛ حرصاً على حقن دماء أبنائنا وسلمية الحراك وسمعته على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وهو الذي سبق الربيع العربي بسنوات في محاربة الظلم والاستغلال والاستبداد، ومع الأسف أنه لم يحظ بدعم سياسي رغم عدالته وبتغطية إعلامية واسعة عربية وعالمية أسوة بثورات الربيع العربي.

الجنوب يصعب ابتلاعه 

ـ هل تعتقد في ضوء متابعتك للمستجدات أن قوى النفوذ القبلية والعسكرية والدينية قد غيرت من نظرتها للقضية الجنوبية وللجنوب باعتباره فرعًا تم ضمه للأصل؟
نحن نطالب كافة القوى السياسية والعسكرية والدينية بأن تعيد النظر في موقفها من القضية الجنوبية، لأن هذه النظرة هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم، ونأمل أن تتراجع هذه القوى عن رؤيتها تجاه الجنوب؛ لأن الجنوب يصعب ابتلاعه سواءً باسم ضم الفرع إلى الأصل أم باسم الوحدة اليمنية، وقد لمسنا في الرؤى المقدمة من قِبل القوى السياسية المشارِكة في المؤتمر وفرق العمل أن هناك تبدلاً في مواقفها من القضية الجنوبية، ونأمل أن يرتبط القول بالفعل.

ـ كيف تنظر إلى مستقبل الجنوب في ظل الانقسام الحاصل وعدم تعاطي المجتمع الدولي مع دعوة الانفصال أو حتى ما يدعو إليه البعض من فيدرالية من إقليمين؟
كان من المفروض بأن يتحدد مستقبل الجنوب عند الحديث عن الوحدة في عامي 1989 و1990 لكن الوحدة تمت دون تحديد أسس دستورية وقانونية، ولم يجرِ الاستفتاء عليها أو على دستورها، بل جرى اقتسام للسلطة والثروة بين الموقعين عليها، ولم يُراعوا مستقبل الجنوب وشعبه، أما الحديث اليوم عن مستقبل الجنوب فقد تعددت الآراء والاجتهادات، وتعددت الخيارات بين فيدرالية وفك الارتباط وغيرها من المشاريع التي يجري الحديث حولها وأي خيار يجب أن يحظى بموافقة من الشعب في الجنوب؛ لأنه صاحب المصلحة الحقيقية، ونحن نأمل أن يخرج مؤتمر الحوار الوطني بحلول يرتضيها الشعب.
أما موقف المجتمع الدولي من قضية الجنوب وقضايا اليمن الأخرى فيجب أن يكون مساعدًا في الحل وليس وصيًّا أو داعمًا لأي خيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق